منبر حر لكل اليمنيين

الشهيد مرتين.. على عتبة ذكرى جريمتين هزت الأمة اليمنية

محمد عبده الشجاع

محمد عبده الشجاع::

رجب الحرام، حزيران، وديسمبر، تواريخ ارتبطت بالشهيد مرتين؛ الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح، الرجل الذي ذاب في المجتمع والأسرة اليمنية الأصيلة وتراب الوطن الذي جاء منه ولم يجف دم أبنائه حتى اليوم، غاب عنا جسدا في لحظة مفصلية ونحن في أشد الحاجة إليه إلى شجاعته وحكمته وصبره وانفته وشموخه وسماخته.

لم يتعالى يوما على أحد ولا ادعى الوصاية ولا التسيد على الشعب الذي كان يعتبره الصوت الأول والروح الوثابة التي يجب أن تفصل في كثير من أمور السياسة والشورى حتى لقي ربه في الأول من ديسمبر 2017 وهو يواجه الكهنوت بكل جبروته وحقده وعماه في جريمة اضافية لا تقل عن سابقاتها في شيء، جريمة لم تراعي حرمة البيوت ولا حرمة الدم والأعراض، جريمة اتكأت على عنصر الاصطفاء وقتلت باسم بالنسب وادعاء الأحقية في الحكم.

تنكر من تنكر وخرج عن طاعته من خرج وهاجمه من هاجم لكنه كان على مسافة واحدة، ظل الموظف يستلم الراتب والجندي في ثكنته معزز مكرم والسياسي رافعا سقف مشاريعه دون المساس به أو بأحد من أهله حتى جاءت كارثة الفوضى والانقلاب.

كان لمباركة القوى السياسية لهذه العملية التي استهدفت الصف الاول من النظام ابتداء من الرئيس حتى اصغر وزير بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، تبخرت الرؤى الناجعة ومشاريع الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومضامين الدستور اليمني والحوار والرأي والرأي الآخر والاعلام الحر والصحافة المتنوعة ومعها سقطت منظومة الأخلاق والأعراف والقيم وانتهك المقدس والمحظور.

تم شحن الشارع بوعود جديدة وأفكار مغلوطة وحسابات لا تمت لمسعى التغيير بأي صلة فكانت النتائج بمثابة قنبلة انفجرت في وجه الجميع لم تستثني أحد ولم تحدد عدو من صديق ولا قريب من بعيد.

هي حالة استثنائية بكل المقاييس، حملت من السلبية والبعد عن الأخلاق ما لم تحمله أي حادثة، بعدها تكرست الصورة وبدأ نزيف الأخلاق والدم والأرواح في السبعين والعرضي والسجن المركزي والاغتيالات وإسقاط الطائرات ومهاجمة المعسكرات.

كان جميع من سقطوا يمنيين ابرياء حتى وقع الانقلاب وعادة الإمامة تجر معها أسوأ ما فيها من قبح وظلامية وعنصرية ومناطقية مقيتة واصطفاء كاذب ونسب مجهول.
إن جريمتي ديسمبر 2017 وقبلها تفجير دار الرئاسة برعاية الأفكار المهوسة بالحكم الباحثة عن التغيير عبر الفوضى، لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولا يمكن طي صفحتها دون إعادة الاعتبار لفكرة الدولة والقيم والدستور وإعادة النظر في مخرجات العقول المأزومة والأصوات النشاز.

تعليقات