يعدّ علي محمد سعيد أنعم واحدًا من أبرز الرموز الاقتصادية والوطنية في اليمن خلال القرن الماضي، ورجلًا استطاع أن يحوّل رحلة كفاحه المبكرة إلى قصة نجاح ألهمت أجيالًا متعاقبة. وُلد في 27 نوفمبر 1925، ومنذ ذلك اليوم بدأ تاريخٌ مختلف لرجل سيصبح لاحقًا أحد أعمدة النهوض اليمني. ويأتي 27 نوفمبر كل عام ليذكّر اليمنيين بميلاد شخصية استثنائية، حملت في خطواتها الأولى بذور الإنجاز، وفي قلبها شغف العمل والإعمار.
نشأ علي محمد سعيد في بيئة متواضعة غرست فيه قيم الإيمان والعمل والمسؤولية. ومنذ شبابه، دخل عالم التجارة بخطوات صغيرة، لكنها حملت رؤية كبيرة ستشكّل لاحقًا ملامح نهضة اقتصادية واجتماعية. أسهم مع إخوته في تأسيس واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في اليمن، لتصبح نموذجًا في الالتزام والجودة ودعم الاقتصاد الوطني.
ما يميز هذا الرجل أن نجاحه التجاري لم يكن منفصلًا عن حسه الوطني والإنساني؛ فقد دعم التعليم، ووقف إلى جانب المحتاجين، وظل مؤمنًا بأن بناء الإنسان هو أعظم استثمار يمكن تقديمه للوطن. لذلك عرفه اليمنيون رجلًا حكيمًا، عصاميًا، مقدامًا، وصاحب تأثير يتجاوز حدود الاقتصاد إلى مساحات القيم والتربية والعطاء.
وفي ذكرى ميلاده، يبقى علي محمد سعيد أنعم رمزًا من رموز النهوض اليمني، ورجلًا أثبت أن العظماء يُصنعون بالإرادة، وأن الأثر الصادق لا يزول، بل يظل حيًّا في ذاكرة وطن وقلوب شعب..