منبر حر لكل اليمنيين

ديسمبر… صرخة وطن

م دكتور/ جبريل البريهي

د. جبريل البريهي..

ثورة الثاني من ديسمبر لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت صرخة وطن اختنق تحت قبضة الميليشيا.
خرج الزعيم علي عبدالله صالح ليقول ما لم يجرؤ غيره: الوطن أكبر من الميليشيا، والناس أكبر من الخوف.

ديسمبر ثورة الحرية في زمن القمع، وقف الزعيم ورفيقه الأمين ليؤكدا أن الحرية ليست منحة من أحد، بل حق يولد مع كل يمني.
كانت ديسمبر ثورة لإعادة صوت الشعب إلى وطنه.

ديسمبر ضد الاستبداد وُلدت ديسمبر من رحم الرفض. رفضٌ للاستبداد الحوثي الذي صادر البلاد، وحاول إخضاع العباد، كان صوتها واضحًا:
لن نحكم إلا بالدستور.. ولن نعيش عبيدًا لسلالة.

ديسمبر ثورة الخلاص حين أغرقت الميليشيا الوطن في الظلام، مدّت ديسمبر يدها لانتشال اليمن من العتمة.
كانت ثورة الخلاص من مشروع يُطفئ الأنوار، ويكسر الأبواب، ويكمّم الأفواه.

ديسمبر من أجل الأمن المفقود لم تكن المعركة سياسية فقط… كانت معركة أمن ونجاة.
خرج صالح ليعيد للناس حقهم في الطمأنينة بعد أن تحول الوطن إلى غابة يتحكم فيها من يحمل السلاح لا من يحمل القانون.

ديسمبر استعادة للحقوق
ديسمبر ثورة من أجل المظلومين، من أجل الموظف الذي انقطع راتبه، والمواطن الذي نُهبت حريته، والأرملة التي صودرت معونتها.
كانت صرخة:
لن تُسلب حقوق الناس إلى الأبد.

ديسمبر ثورة الكرامة وقف الشهيد الزعيم وقفته الأخيرة ليقول:
“نحن شعب لا يُهان.” ومن أجل كرامة اليمنيين قدم حياته، ومعه رفيقه الأمين، ليصبحا أيقونة لعزة بلد لم ينحنِ.

ديسمبر معركة الشرف
كانت ديسمبر في جوهرها معركة شرف…
لا مساومات، ولا صفقات، ولا تراجع.
إما وطنٌ كريم… أو موتٌ كريم.

الزعيم… حين يتكلم التاريخ
لم ينتظر صالح دعمًا من أحد.
قاتل حتى اللحظة الأخيرة وهو يعرف أن التاريخ سيكتب:
“هنا وقف رجل في زمن قلّ فيه الرجال.”

الزوكا… رفيق الوفاء لم يكن الأمين عارف الزوكا مجرد مسؤول… كان رفيق الشجاعة.
وقف إلى جوار الزعيم حتى الشهادة، وكتب بدمه درسًا في الوفاء لا يُنسى.

ديسمبر ليست نهاية سقطت الأجساد… لكن الفكرة بقيت.
ثورة الثاني من ديسمبر لم تتوقف، لأنها ليست ثورة أشخاص بل ثورة شعب يبحث عن دولته.

ديسمبر حقٌ لا يموت، لم يخرج صالح لاستعادة السلطة… خرج لاستعادة الدولة.
ولهذا بقي اسمه مرتبطًا بالحق، وبقيت ديسمبر راية تُرفع كلما اشتد الظلام.

ديسمبر الطريق الذي فتحه الشهداء
فتح الشهيد الزعيم ورفيقه الأمين الطريق…
طريقًا مليئًا بالتضحيات، لكنه الطريق الوحيد المؤدي إلى الخلاص من حكم الميليشيا.

ديسمبر وعدٌ لم يكتمل… لكنه لم يمت
ديسمبر مشروع وطني لم يكتمل، لكنه أيضًا لم يمت.
ما زال حيًا في قلوب اليمنيين الذين يرفضون أن تُصادر الدولة باسم السلالة.

ديسمبر حين ينتصر المبدأ
في لحظة فارقة، انتصر صالح لمبدئه لا لموقعه.
اختار المواجهة بدل الخضوع، وترك للأجيال قصة تقول:
المواقف لا تُشترى… والتاريخ لا يرحم الجبناء.

تعليقات