إن حديث المجلس الانتقالي الجنوبي في انفصال الجنوب لا يخدم الاستقرار فالجنوب هوية وطنية يمنية يعيش فيها اليمنيين وسائر المكونات في نسيج واحد وأن مشروعهم على إخراج الجنوب من إطار الوطن يفتح أبواب النزاع ويجعل من قضية التعايش تهديدا جديدا بدلا من أن تكون نموذجا للتالف بين اليمنيين وأغلب الجنوبيين الشرفاء الوطنيين يروا أن مشروع الانتقالي في الانفصال يحب هذا الملف أن يغلق من حيث المبدأ فالجنوب سيبقي ضمن السيادة اليمنية .
الحديث عن الانفصال مهما كانت دوافعه والمؤامرات الخارجية تبقي رهينة معادلات سياسية فالجنوب يواجه أزمات اقتصادية خانقة حتى في ظل الدعم الذي يتلقاه المجلس الانتقالي من الخارج الذي يذهب إلى جيوب قادة الانتقالي ومشاريع خاصة في ابراج مشيدة وبناء الفلل والقصور وارصدة في بنوك خارجية فالانفصال ليس مشروعا وطنيا كما يدعون ولا مشروعا للحرية والكرامة بل شعارات زائفة وكاذبة تحريضية لمصالحهم الشخصية فالجنوب جزء من الدولة اليمنية فمطالبة المجلس الانتقالي مغامرة سياسية غير محسوبة ستضع شعب الجنوب أمام تحديات وجودية واقتصادية وأمنية لا يمكن تجاوزها بسهولة وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي الا يزج بالقضية الجنوبية في مغامراته السياسية مجهولة العواقب ولعل من الأجدر اليوم أن بعيد عيدروس الزبيدي حساباته وخطاب الانفصال إلى واقعية العقل وواقعية التاريخ اليمني وليس الاوهام والمتاجرة بالقضية الجنوبية وعلى جميع المكونات السياسية الجنوبية أن توجه طاقاتها إلى الجنوب اليمني بعد نزع سلاح مليشيات الانتقالي نحو التنمية والاستقرار والشراكة العادلة ضمن الدولة اليمنية الحديثة .
إن صوت الحكمة هو الذي يصنع التاريخ واليمن اليوم يحتاج إلى قادة أقوياء في إنقاذ الوطن وليس عملاء وخونه للخارج فالعدو واحد هو جماعة الحوثي الإرهابية والانفصال لا يعزز الحقوق والكرامة ولن سيذكركم التاريخ ومن هنا ارفع ندائي إلى كل وطني جنوبي أن نحافظ على الوحدة اليمنية فهيا المشروع الحقيقي الفعال وليكون الجنوب بيت لكل اليمنيين والحضن الأمن والملاذ الشريف للذين ضاقت بهم سبل العيش من مناطق سيطرة جماعة الحوثيين بدلا من الخارج ولا نطلب مجاملة بل واجب وطنيا وانسانيا تفرضه الاخلاق وتمليه قيم ومبادئنا اليمنية وأصالة الموقف فالوطن يمر بظروف استثنائية ولكن الغد افضل والنصر قريب إن شاء لله .