منبر حر لكل اليمنيين

هاه! نعم رجال، تقتلوا امرأة؟!

إياد عباس غالب

أي دمٍ هذا الذي يجرؤ على قتل امرأة؟ أي قلبٍ يتحول إلى آلة غدر؟ رجال، نساء، أم شياطين… أي بيئة أنبتت وحوشًا بلا رحمة؟ قبل أن تضغط الزناد، من رباك؟ من شكل شخصيتك؟ أي أرض أُسست عليها نفوسكم لتصبح قاسية بلا رحمة؟ هذا ليس مجرد فعل شنيع، بل درس صارخ في علم النفس الاجتماعي والبيئي عن كيف ينمو الشر في النفوس حين تُغفل التربية والضمير، وكيف تتحول القسوة إلى سلوك مبرمج، ويصبح القاتل آلة بلا شعور ولا وعي.

الأستاذة افتهان المشهري لم تُقتل فقط، بل أصبح جسدها مرآة لكل خلل في مجتمعنا، لكل فجوة في التربية، ولكل من ساهم في إنماء قلوب قاسية بلا رحمة. كل من خطط، وكل من وقف خلف هذا الجرم سيكتشف أن التاريخ لن يرحمكم أبدًا، وأن ضمير الأحياء سيلاحقكم حتى النهاية.

رصاصتكم لم تُطفئ نورها، بل جعلتها شعلة مضيئة لا تنطفئ، اسمها أصبح أكبر منكم جميعًا، وكل يوم يفضح كل يد امتدت للظلام، وكل عقل سمح للشر أن ينمو بداخله. دموع الحزن ستسقط على الأرض لتذكركم بخطائكم، وستظل شهادة المدينة حيّة في وجدان كل من يرفض الوحشية.

تعز لا تستحق أن تكون ساحة لصفقات الدم، بل مدينة للحضارة والثقافة والسلام. وستظل شهادة افتهان المشهري منارة لكل ضمير حي، درسًا لكل من يظن أن الجريمة تمر بلا حساب، وتحذيرًا لكل من يجرؤ على إطالة يده في الظلام.
أيها القتلة… تذكروا، مهما حاولتم الاختباء، فكل فعل قذر يُسجل، وكل يد امتدت للظلام ستُفضح، وكل مدينة لها ضمير حي لن تنسى.

تعليقات