يا لها من مفارقة مؤلمة تعز المدينة التي تغنى بها الشعراء والأدباء المدينة التي كانت مضرب الأمثال في الثقافة والأخلاق باتت اليوم مرتعًا للبلطجة والجريمة عشر سنوات عجاف حوّلت “تعز الثقافة” إلى “تعز المفصعين” وكأننا نشاهد فيلمًا رديئًا يعرض أسوأ ما في البشر.
في كل يوم نسمع عن جريمة قتل تقشعر لها الأبدان عن اعتداء سافر على الحقوق عن فوضى تعم الشوارع وكأنها شريعة الغاب أين ذهبت تلك المدينة التي كانت تضج بالحياة والفن والأدب أين ذهب ذلك المجتمع المتسامح المتعاون الذي كان يضرب به المثل؟
ما الذي حدث حتى وصلنا إلى هذا الدرك هل هي لعنة الحرب التي حولت شبابنا إلى قتلة ومجرمين هل هو غياب القانون الذي شجع البلطجية والمفصعين على التمادي في غيهم؟ أم هو تراكم الإحباط واليأس الذي دفع البعض إلى العنف والانتقام؟ أم كل ما يحدث هي ثقافة من يتصدرون المشهد بتعز ويسيطرون على جميع مفاصل الدولة؟
لا شك أن الحرب والصراع قد لعبا دورًا كبيرًا في هذا التدهور ولكن هذا لا يعفينا من المسؤولية فالمجتمع الذي يسكت عن الباطل ويغمض عينيه عن الفساد هو شريك في الجريمة يجب علينا أن ننتفض أن نعلنها صرخة مدوية في وجه كل من يعبث بأمننا واستقرارنا في وجه كل من يحاول أن يطفئ نور تعز.
كفى صمتًا كفى تهاونًا يجب أن نعود إلى القيم والأخلاق إلى الثقافة التي لطالما تميزت بها تعز يجب أن نعيد بناء مجتمعنا على أسس العدل والمساواة والتسامح يجب أن نحاسب كل من أجرم وأفسد وأن نضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن تعز.
تعز ليست مجرد مدينة بل هي رمز للكفاح والصمود رمز للعلم والثقافة رمز للأمل فلتحافظوا على هذا الرمز يا ابناء تعز ولتمنعوا تحوله إلى مجرد ذكرى حزينة في صفحات التاريخ.
*أسئلة تطرح نفسها:*
إلى متى سيستمر هذا الوضع؟
متى ستتحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذه الفوضى؟
أين دور المجتمع في مواجهة هذه الظاهرة؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة هي مفتاح استعادة تعز التي نعرفها ونحبها تعز الثقافة تعز السلام تعز الأمل.