كل فترة يصدر كتاب جديد للبردوني.
أمس أعلن في احتفال بدار الكتب عن صدور كتاب بعنوان ” ثوار في رحاب الله ”
حصلت على نسخة من الكتاب من احد الأصدقاء.
قرأت مقدمته التي كتبها عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب ، أن الكتاب كان معدا للنشر ضمن مخطوطات لدى ورثته. وأنه تفريغ لحلقات إذاعية في عقد الثمانينات. لا ذكر للجنة التي تسلمت الكتاب وراجعته. لا إشارة إلى وجود لجنة من شخصيات وازنة قامت بمطابقته مع اشرطة الكاسيت للحلقات الإذاعية. لم تحدد حتى الفترة الزمنية التي أذيعت فيها هذه الحلقات، وهل هي متسلسلة أم متقطعة. وهل استوعبت كل الحلقات ام بعضها.
هذه ملاحظات أولية وأساسية.
نشر كتاب البردوني ينبغي ان تكون إجراءاته واضحة وأسماء اللجنة تضم شخصيات معروفة ووازنة.
الكتاب يضم مواضيع عن شخصيات سبتمبرية ثورية وفنانين
يقول كاتب المقدمة :
” .. وفي المحتوى الكثير من الحقائق التاريخية للمرحلة، كان النظام الثوري يتحاشى بيانها للناس، مثل التفاعل مع العصر وموقف السلطة المتوكلية من الكثير من القضايا العصرية كالتعليم والبعثات العسكرية والتعليمية والموقف من بعض مظاهر العصر ..”
تخيل : مقدمة تقول أنها لحلقات إذاعية كتبها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، وتم بثها في الإذاعة الرسمية للجمهورية اليمنية في الثمانينات …… وتقول المقدمة انها تكشف الكثير من الحقائق التي كان النظام الثوري يتحاشى بيانها للناس !!!
معقول ! إذا تجاوزنا إجراءات تحقيق مواضيع الكتاب والتثبت منه ، فهو كتاب مذاع في الإذاعة الرسمية ، وهل هناك بيان لمواضيع اكثر من إذاعتها في الإذاعة الرسمية ؟
مضمون الكلام يوحي وكأن محتوى الكتاب جديد ولم يسبق بثه في الإذاعة. بينما السياق يقول انه توثيق لحلقات تم بثها في الإذاعة في عقد الثمانينات!
فكيف إذن كان النظام الثوري يتحاشى بيانها للناس ؟؟؟؟
الكتاب يحتاج توضيح للجنة التي تولت إصداره. والإجراءات التي قامت بها لتحقيقه ومطابقته مع الحلقات الإذاعية.
والأهم أعضاء اللجنة وقرار تشكيلها.
قرأت من الكتاب موضوعين عن الفنانين علي السمة وعلي الآنسي. يبدو أسلوب البردوني. ولكن هناك توصيفات تثير الاستغراب أن تصدر عن البردوني. مثلا : يتضمن موضوع الفنان علي الآنسي وصفا لصوته بأنه ذو رنة طفلية وبحة غلمانية ، كما تبدى في اغنية ” الحب والبن ”
للبردوني اراء كثيرة اختلف معها ، واستطيع تفسير تبنيه لها بسبب من نقص في المعلومات أو تقدير مختلف، لكن وصف كهذا يبدو غريبا ان يصدر عنه. فصوت علي الآنسي صوت مكتمل وناضج وشجي وبطبقات ثلاث ولا تنطبق عليه صفة ” رنة طفلية وبحة غلمانية”
في موضوعه عن الفنان علي السمة اقرأ معلومة لأول مرة. تقول أنه في صنعاء أواخر الخمسينات كان يستجيب لكل دعوة من بيت أفراح أو من جلسات إخوان. هذه معلومة جديدة. ربما تكون صحيحة. غير ان المتوفر عنه انه بدأ ممارسة الغناء بعد الثورة من تعز ، التي انتقل اليها هربا من المنع الذي واجهه من أسرته وكذلك التضييق على الفنانين في صنعاء الذي كان يمارس بسرية تامة قبل الثورة وليس عبر دعوات للأفراح!
إجمالا الموضوع عن علي السمة جميل ولكن فيه عبارات غريبة تتناقض مع سياق حديثه عن الفنان. مثلا يصف صوته في احد المقاطع بما يلي : ” ولما لاحظ علي السمة ضآلة تفوقه الصوتي اعتمد على الأنغام المدونة في كتاب الأغاني … ”
وهذا يتناقض مع السياق السابق الذي ذكر فيه ان علي السمة ادخل ثورة جديدة على الألحان التقليدية.
سيكون مناسبا ان توضع هذه الحلقات الإذاعية في موقع على النت ليتاح للجمهور الاستماع اليها. والتأكد منها.
يتناول الكتاب الشخصيات التالية :
1-عبدالرحمن محمد المحبشي
2-محمد صالح الشراعي
3-محمد علي الحنكي
4-علي عبدالمغني
5- قاسم غالب احمد
6-صالح الرحبي
7-محمد عبدالكريم الصباحي
8-عبدالله عبدالوهاب نعمان
9-عبدالغني علي أحمد
10-علي بن علي الآنسي
11-أحمد سالم المعمري
12أحمد بن أحمد الكبسي
13أحمد عبدالوهاب السماوي
14-علي سيف الخولاني
15محمد عبدالولي
16-محمد الحمزي
17-علي سعد الربيعي
18-علي عبدالله السمة
19-محمد مطهر زيد
20-محمد غالب صدقه
21-حمود عائض الجائفي
22-عبدالله حمود حمران
23-عبدالله بغدة
24-جمال سيف
25-سعد علي الأشول
26-محمد عبدالعليم البركاني
27-علي محمد عبده
28حسين الزين
يقول كاتب المقدمة :
“لقد كتب البردوني تاريخ المرحلة الثورية في منتصف القرن العشرين التي كان النظام الثوري يمنع الكتابة عنها بالتواري والإحتيال والتخفي وراء ترجمة الشخوص الثورية …. إلى آخره. ”
ناسيا أنه يقدم كتاب البردوني – الذي تم بثه وإذاعته على الهواء في المرحلة التي يشير إليها ؟؟؟؟