منبر حر لكل اليمنيين

الفيلم الوثائقي والشهادات الحصرية

أنور الاشول

‏بناء على طلب اعزاء كثر حول رأيي ووجهة نظري الإعلامية بشأن الفلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية بعنوان” علي عبدالله صالح.. المعركة الاخيرة” وبعد مشاهدة الفلم اكثر من مرة وجدت التالي.. أهم نقاط القوة والضعف في الفيلم الوثائقي على النحو التالي:
اولا: نقاط القوة..
1- شهادات حصرية من داخل العائلة: نجل الرئيس صالح، مدين، يكشف لأول مرة تفاصيل الساعات الأخيرة قبل مقتل والده، بما في ذلك الموقع الحقيقي (قرية الجحشي قرب حصن عفاش)، وهو تأكيد مهم يتوافق مع رواية سابقة للعميد يحي محمد صالح ومع الخصوم انفسهم .
2- مصادر داخلية موثوقة: الفيلم يتضمن إفادات من أشخاص في دائرة الحراسة المقربة لصالح، ما يمتعه بعنصر الأصالة والموثوقية في عرض الوقائع دون تزييف .
3- بنية سردية قوية: يبدأ من انقلابات التحالف والصراع السابق مع الحوثيين، مرورًا بتحالفهم التكتيكي في 2011، وانتهاءً بالنهاية الدرامية في 2017، ما يعطي السياق التاريخي الكافي لفهم متغيرات المشهد  .
4- جهد تحقيقي ملحوظ: الفيلم استغرق أشهرًا في جمع الإفادات والتحقق من التفاصيل، وسط تحديات حقيقية للحصول على المصادر، ما يضفي مصداقية على الإنتاج  .
5- إخراج متقن وموسيقى مناسبة: ساهمت المؤثرات البصرية والصوتية في تعزيز الطابع الدرامي والحماسي للفيلم.
ثانيا: نقاط الضعف..
1- ترك العديد من التساؤلات دون إجابات: رغم الوثائقية، لا تزال بعض الملابسات حول دوافع الحوثيين الكاملة غير واضحة، والقضايا القانونية والسياسية التي ظهرت سابقًا لم تتناول بالتفصيل.
2- إمكانية التحيز: قد يُنظر إلى الوثائقي على أنه يقدم رواية تحظى بصدى من ذرية صالح، دون أن يوازنها برؤى أو شهادات من جهات مماثلة أخرى، أو مصادر مستقلة وهذا مهم في تعزيز الرواية .
3- افتقار لآراء خبراء خارجيين: غياب تعليقات من محللين سياسيين أو خبراء يمنيين قد يقلل من القدرة على فهم أعمق للأبعاد الاستراتيجية للصراع والتحولات والاهداف الحقيقية للحوثيين للتخلص من الزعيم.
4- لغة سردية محدودة التنوع: الفيلم يعتمد كثيرًا على سرد مباشر من الطرف الداخلي (العائلة والحراس)، مما قد يجعل الإخراج أقل تنوعًا في الزوايا واللقاءات الصحفية.
– لكن مايحسب للفلم من الجانب السياسي هو..
إبراز تحول التحالفات حيث أوضح الفيلم كيف انتقل صالح من شريك الضرورة للحوثيين إلى خصم قاتل، وهو عنصر مهم لفهم ديناميكيات الصراع اليمني.
إظهار هشاشة التحالفات التكتيكية حيث قدم دروسًا ضمنية عن خطورة التحالف مع جماعات مسلحة ذات مشروع ديني-سياسي غير وطني.
اضافة الى ملاحظتي بشأن
إغفال دور التحالف العربي لم يتناول الفيلم بدقة موقف التحالف العربي من انقلاب صالح على الحوثيين في 2017م.
اما من الجانب الإعلامي والإخراجي.. تمثل في قلة الصور الأرشيفية النادرة حيث اعتمد الفيلم على مشاهد متداولة ومألوفة، دون عرض وثائق أو تسجيلات جديدة كان لها ان تبرز الموضوع اكثر من خلف الكواليس..ختاما رحم الله الزعيم والأمين العام وكل من سقط شهيدا في معركة سجلها التاريخ في صفحات البطولة والفداء.

تعليقات