هناك المزعج الكثير مما يقال في مناسبة قرار منع تناول القات في الشوارع، والساحات والأرصفة بعد انتصاف الليل..
وهو قرار مقبول رغم مافيه من الارتعاش والضعف قياساً بحجم أضرار القات وسنينه وأوجاعه التي أورد هنا جانباً منها على سبيل المثال وليس الحصر ..
* فتٍّش داخل ملف الفوضى الفردية والمجتمعية في اليمن عن القات والشمة والدخان والسهر، وما إلى ذلك من الظواهر السلبية التي زادت في زمن الصراعات والازمات وتردِّي أوضاع الناس..وستعرف أحد ابرز اسباب انحدار المسؤولية الفردية والذوق العام..
* كنا نرى القليل جداً من الناس يمضغون القات في الصباح على شكل “فذاحة” خفيفة لاتكاد تُّرَى..!
وفي سنين فقدان بوصلة الحياة الطبيعية للمدن اليمنية وحتى الارياف حدثت نقلة كبيرة في عدد من يتناولون العجينة الخضراء “صّبح وليل..ليل وصُبح..”
* ناس يحتلون جوانب من الحدائق وجزر الشوارع والأرصفة..والشواطئ ..!
عاطلين عن العمل ..أصحاب باصات..دراجات نارية ، وناس لاشغلة ولا مشغلة سوى البحشمة بأقوى قوتهم..ومن الشواهد مايشيب له رأس الغربان..
* تخرج بعد صلاة الفجر مباشرة فترى من تنتفخ وتنبعج وجوههم والأوداج بالقات..؟ فتسأل نفسك كم ساعة يقضيها اولئك مع القات ؟ متى تعشوا..؟ متى فطروا..؟ هل رقدوا..؟ولكم تخيل المنظر عند الفجر ..!
* المشكلة أن ماتراه من مناظر لاتنعكس في تداعياتها على صحة الأشخاص وجيوبهم وحياة عائلاتهم فحسب، وإنَّما ترى عواقب التخزين بصورة يتشابك فيها الليل مع النهار ، وترى الأضرار المباشرة للقات واوقاته وسنينه وساعات تناوله..
في طريقة السواقة..
في التصرفات التي تهبط بالذوق العام إلى أدنى مستواه.. ربما أيضاً لأن الكيف يقود البعض إلى كيف اخطر منه..!
* هل تريدون مثلاً على التردي الذي أصاب الشارع في زمن غياب سلطة الاخلاق التي تفرض تدخل سلطة القانون..؟
الأمثلة كثيرة ، ويمكن تبريرها أيضاً بتراكم اوجاع البطالة، واجتماع متناقضات الحاجة ، والقات وسمومه، ودخانه ، وما إلى ذلك من إفرازات الوطن المكلوم ،و الزمن المهدور، والشارع الملدوغ بمخلفات الحيوان والإنسان المضروب في عقله، وفي أخلاقه..!
* قبل أيام كنٍّا على موعد مع احد الأصدقاء الذي اختار أن يمشي إلى مكان موعدنا على اقدامه ففاجأنا برصده مجموعة ملاحظات التي دونتها في مفكرة الهاتف عن مشواره القصير على اقدامه، ملخصها هناك تراجع مخيف في ابجديات الذوق العام :
* عدد مهووول من الأشخاص يركبون دراجة نارية واحدة..
* أصحاب مترات يتصافحون على الماشي فيقطعون الشارع..
شباب يتبادلون الشتائم لأمهاتهم وبصورة لايليق ذكر مفرداتها بكاتب ولا قارئ..
* قلت له: ثم ماذا يا يحي فقال:
جزارون يقتطع الواحد منهم جزيرة للغنم أمام محله على حساب الشارع..
*عربية صاحب بلس شوكي تتعرض لصدمة فيتطاير البلس وقشره..
*شخص يقدم مشروب القديد لآخر وكلاهما يشتم أم الثاني ليرغمه على تناول هذا المشروب..
*شتائم بدعوى المحبة..!
ويواصل حديثة بنبرات ثقة في الذي رآه رأي العين وسماع الأذنين :
* تهبط امرأة من تاكسي وتختلف مع سائق التاكسي على الإيجار ، فيأتي صاحب صالون لينهي المشكلة بفلوسه التي اخذتها ودفعتها لصاحب التكسي، ثم طلعت الصالون وسط ظهشة المارة..!
* أثناءها.. قاطعت صاحبي وكلِّي وجع وحسرة ونحن في جولة الساعه :
حتى جولة الساعة بلا ساعة.. و لحظتها كان عدد من عمال وعاملات النظافة يتبادلون الشتائم فيما الأخضر والأصفر من عجينة القات وملحقاتها يملأ الضراجم..!
القات مجرم فتجنَّبوه..
* مقالي لـ موقع وصحيفة اليمني الأمريكي