منبر حر لكل اليمنيين

ماذا لو تم تشكيل مجلس عسكري انتقالي في اليمن؟

أسامه فؤاد محمد

نعلم جميعا بأن المرحلة اليوم اصبحت حرجة وبحاجة لموقف جاد ونوايا صادقة لانتشال الوطن من حافة الانهيار التام،،اليوم لم يعد الوطن بحاجة لتشكيل وزارات صورية لا تغني ولا تسمن من جوع وبحث عن محاصصة بين الأحزاب نتاجها هدر لموارد الدولة لحسابات المستفيدين وصرفيات ونثريات وبدلات وسفريات واجتماعات وبيانات لا ترى النور.

اليمن يمر بمنعطف تاريخي حرج، حيث تتصارع قوى متعددة على السلطة بالخارج، وتعبث الميليشيات بمقدرات البلاد بالداخل، وتتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بشكل كارثي في ظل هذا المشهد القاتم، يبرز سيناريو تشكيل مجلس عسكري انتقالي بغرفة عمليات مشتركة بقيادة شخصية عسكرية تحظى بإجماع شعبي كأحد الخيارات المطروحة لإنقاذ ما تبقى من الوطن الجريح.هذا السيناريو هو الحل الأمثل؟ برغم التحديات والعقبات المحتملة؟

قد يتمكن المجلس العسكري، بفضل قدراته التنظيمية والانضباطية، من فرض الأمن والاستقرار في مناطق واسعة من البلاد، وكبح جماح الميليشيات المتصارعة، وإعادة هيبة الدولة.

بالتالي يمكن للمجلس العسكري أن يعمل على توحيد الجيش والمؤسسات الأمنية تحت قيادة غرفة عمليات موحدة، وإعادة بناء قدراتها، وتطهيرها من العناصر المتطرفة والفاسدة.

ويستطيع المجلس العسكري من اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة المتورطين.

كما يمكن للمجلس العسكري أن يعمل على تهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة، من خلال ضمان حرية التعبير والتجمع، وتوفير الأمن والحماية للناخبين والمرشحين، والإشراف على العملية الانتخابية بشكل محايد.

بالتالي سيتمكن المجلس العسكري من الحصول على دعم دولي لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة جراء الحرب، وتحسين الخدمات الأساسية، وتوفير فرص العمل بعيدا عن اتخاذ اليمن ووضعها المأساوي ذريعة للتربح الشخصي وزيادة ارصدة الفاسدين.

وبرغم ذلك سيواجه المجلس العسكري حربا ومعارضه من قبل المنتفعين من الوضع الراهن حتى لو كان المجلس العسكري مدعومًا من قبل قطاع واسع من الشعب، فإنه سيظل يواجه معارضة من بعض القوى السياسية والاجتماعية التي ترى فيه تهديدًا لمصالحها،،ولكن المرحلة الحالية تحتاج بعضا من الحزم المؤقت ووضع الديمقراطية على الرف وليس الغائها فالديمقراطية وجدت من اجل الشعب وليس من اجل استغلالها من قِبل الجماعات العقائدية التي استغلت الديمقراطية بأبشع الصور عبر الأساليب الملتوية واستطاعت التغرير بالشباب البسيط بالكذب والتدليس وكرستها لمصالحهم الشخصية ضاربين بالوطن والشعب عرض الحائط والنتيجة وطن مسلوب السيادة وشباب لا حاضر له ولا مستقبل ولا وطن.

المرحلة بحاجة لمجلس عسكري لا يتقبل توجيهات خارجية ويمتلك القرار والسيادة لتصويب الأمور وإعادة الأمور لنصابها الصحيح فقد فاض الكيل بشعبٍ تواق لوطنه.

تعليقات