“هل تنذر إيران وإسرائيل بالاستخدام الوشيك للأسلحة النووية؟ تساؤلات حول صراعات عالم جديد يقترب من حافة الانفجار
في النزاعات الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم، تظهر أخطر التهديدات على الإطلاق النووي. لم يعد النقاش حول الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مجرد افتراضات أو مخاوف مستقبلية، بل أصبح أحد أكثر الاحتمالات مناقشة في العواصم الرئيسية، خاصة مع زيادة التوترات بين إسرائيل وإيران.
فهل نحن على أعتاب استخدام فعلي لهذا السلاح؟
وهل بات الشرق الأوسط ساحة مفتوحة لصراعات تشبه الحرب الباردة بنكهة إقليمية؟
إسرائيل، منذ عقود، تتبنى ما يعرف بسياسة الغموض النووي، فلا تعترف رسميًا بامتلاك سلاح نووي، لكنها لم تنكره أيضًا. وتُقدّر التقارير الدولية أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 200 رأس نووي، ما يجعلها القوة النووية الوحيدة (غير المُعلنة) في الشرق الأوسط.هذه القدرة النووية شكّلت ركيزة لردع استراتيجي ضد التهديدات الوجودية المحتملة، خاصة من إيران أو الجماعات المسلحة التي تدعمها طهران في لبنان وسوريا وغزة.
أما إيران، فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، تسارعت خطواتها نحو تخصيب اليورانيوم بمستويات تتجاوز 60%، ما يُقربها من القدرة على تصنيع سلاح نووي في وقت قصير.ورغم نفيها المتكرر، إلا أن القلق العالمي لا يتوقف، خصوصًا مع استمرار المواجهات غير المباشرة بين الطرفين في سوريا والعراق واليمن.
مع تصاعد الحرب في غزة، والتوترات على جبهات الجنوب اللبناني والجولان، وازدياد الضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سوريا، أصبح احتمال الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ليس مجرد سيناريو نظري.
وتدور عدة أسئلة ملحة:
هل تمتلك إسرائيل إرادة سياسية لاستخدام النووي إذا شعرت بأن وجودها مهدد؟
هل إيران بصدد تجاوز عتبة الردع وتطوير سلاح نووي فعلي؟
وهل القوى الدولية قادرة على ضبط هذا التصعيد، أم أنها تكتفي بإدارته؟
في ظل التغيرات العالمية، يبدو أن العالم يتّجه نحو نظام ما بعد الهيمنة الأمريكية المطلقة، وصعود قوى جديدة مثل الصين وروسيا والهند. وبهذا، باتت الصراعات تأخذ طابعًا جديدًا.
لم تعد هناك خطوط حمراء واضحة، لا في الحرب الروسية الأوكرانية، ولا في القصف المتكرر للمنشآت النووية كما حدث في نطنز بإيران. النووي يُستخدم الآن كسلاح تهديد، ضمن تكتيك الردع الهجومي.
باتت القوى الكبرى تلوح به في الحوارات اليومية كما فعلت روسيا أكثر من مرة، وهذا يقلل من هيبته الأخلاقية والسياسية ويجعل احتمالات استخدامه أكثر قبولًا.
إيران لا تحتاج لصدام مباشر مع إسرائيل؛ يمكنها أن ترد من خلال “وكلاء نوويين” أو جماعات مسلحة، بينما تحتفظ بردعها الكامن في الداخل.
أي استخدام نووي في الشرق الأوسط سيؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية هائلة، خاصة إذا وقع القصف في منطقة مأهولة مثل تل أبيب أو منشأة إيرانية قرب مدينة كبرى.
كما سيتسبب في انهيار كامل في منظومة القانون الدولي، وعودة منطق القوة المطلقة.وسيدفع ذلك بعض الدول العربية لاحقًا نحو تطوير برامج ردع نووي مثل السعودية أو مصر أو تركيا.أما القوى الكبرى، فقد تختلف ردود أفعالها، فالصين وروسيا قد تدعمان إيران، بينما تقف أمريكا مع إسرائيل، مما يفتح باب صراع دولي واسع.
وتبرز هنا تساؤلات حول المستقبل:
هل يمكن لواشنطن وبكين أن تتفقا على خطوط حمراء مشتركة في ملف إيران؟
هل يستطيع العالم أن يتبنى معاهدة جديدة للحد من التهديدات النووية الإقليمية؟
هل سيبقى السلاح النووي سلاح ردع فقط، أم سيتحول إلى سلاح تنفيذ؟
هل وصل الفكر البشري إلى نقطة تتفوق فيها التكنولوجيا على الحكمة؟
رغم أن السلاح النووي لم يُستخدم فعليًا منذ هيروشيما وناغازاكي، إلا أن طريق الحروب الصامتة، والاستفزازات غير المباشرة، يوصلنا إلى لحظة لا تكون فيها العاقبة تحت سيطرة أحد.
ما يحدث بين إيران وإسرائيل ليس مجرد نزاع، بل نذير لصراع عالمي جديد، يبدأ بحرب إقليمية… وقد ينتهي بتغيير شكل العالم.
سؤال مفتوح للقراء:
هل تعتقد أن استخدام السلاح النووي في الشرق الأوسط بات مسألة وقت؟
وهل نحن في حاجة إلى نظام عالمي جديد، أم إلى وعي جديد؟
- من صفحته في فيس بوك.