بعد متابعة مجريات الحرب الإسرائيلية الإيرانية وقراءة موازين القوى من حيث التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي والدعم الأميركي غير المحدود، تظهر معالم واضحة لمآلات محتملة لهذه المواجهة، قد لا تفضي إلى سقوط النظام الإيراني مباشرة، لكنها قد تعجل بتفكيك أدواته.
السيناريو المرجّح: تفادي الانتحار العسكري
من المرجح أن يفضل النظام الإيراني البقاء السياسي على الانتحار العسكري، وذلك عبر التهدئة وإعلان “نصر رمزي” على غرار ما فعله حزب الله في مواجهاته السابقة. الهدف من هذا التظاهر هو امتصاص الصدمة داخلياً والحفاظ على تماسك القاعدة الشعبية.
شروط إنهاء الحرب: تفكيك ناعم للنظام
الغرف المغلقة قد تشهد تفاهمات تفرض على إيران التخلي عن برنامجها النووي والصاروخي، والانسحاب من أذرعها في المنطقة (كالحوثيين، حزب الله، الميليشيات العراقية). هذا السيناريو هو الأقل كلفة لكل الأطراف ويضمن تحييد التهديد الإيراني دون الدخول في مواجهة شاملة.
السيناريو البديل: التصعيد الشامل وسقوط النظام
في حال تعنّت النظام الإيراني وقرر التصعيد الإقليمي من خلال استهداف قواعد عسكرية، إغلاق مضيق هرمز، أو ضرب حلفاء واشنطن، فإن الرد سيكون قاسيًا ومتصاعدًا بقيادة أميركية–إسرائيلية وبدعم غربي وربما تماهي صامت من الشرق (روسيا والصين). وهنا، يرتفع سقف المطالب إلى حدّ إسقاط النظام، وهو خيار محفوف بالتداعيات على مستوى الإقليم.
ما بعد الحرب: تفكيك النفوذ الإيراني العربي
في كلا السيناريوهين، ستشهد المنطقة بداية النهاية لمشروع التمدد الإيراني، مع تراجع تأثير طهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وظهور توازنات جديدة قد تسمح بإعادة بناء الدولة في بعض هذه الساحات على أسس وطنية لا مذهبية.
—
ملاحظة:
هذا تحليل سياسي واقعي مبني على قراءة موضوعية للمشهد، وليس انحيازًا لأي طرف.
ويبقى مجرد رأي .
19 يونيو 2025م