شهدت الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة بروز العديد من المبادرات الشبابية الإبداعية التي تهدف إلى التطوير الاجتماعي وتعزيز الابتكار، رغم ما يعانيه الشباب من تهميش واضح من قبل الجهات المعنية في مختلف أنحاء البلاد. وفي ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن، لم يتراجع الشباب عن أداء دورهم المجتمعي، بل أثبتوا أنهم الركيزة الأساسية لأي نهضة مستقبلية.
يمثل الشباب صمام أمان حقيقي للمجتمع، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في قيادة أوطانهم نحو التنمية الشاملة وتحقيق الاستقرار. فهم الفئة التي تعيش تفاصيل الأزمات اليومية وتعاني من تداعياتها بشكل مباشر، ورغم ذلك، لا يزال حضورهم ضعيفًا أو مغيّبًا في كثير من المشاهد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء على مستوى الأحزاب أو الحكومات.
من المؤسف أن نجد طاولات المفاوضات تخلو من تمثيل حقيقي للشباب اليمني، رغم ما يمتلكونه من كفاءة علمية ومعرفية وخبرات ميدانية تؤهلهم لأن يكونوا شركاء فاعلين في بناء السلام وصناعة القرار. وفي المقابل، لا تزال هذه الطاولات مزدحمة بأسماء وشخصيات تورطت في النزاعات، ولم تُقدم شيئًا يُذكر سوى العمل على تحقيق مصالحها الضيقة.
إن تجاهل شريحة واسعة من الأكاديميين وحملة الشهادات الجامعية من الشباب، واستبعادهم من مواقع التأثير، هو إهدار لقدرات وطنية كان من الممكن أن تساهم في بناء يمن جديد يعمه السلام والتطور.
رغم كل ذلك، يواصل الشباب اليمني تقديم صورة مشرقة عن الأمل والإرادة، عبر مبادراتهم ونشاطاتهم المجتمعية المتنوعة، وهو ما يؤكد أن مستقبل اليمن لا يمكن أن يُبنى دون إشراك حقيقي وفعّال لهم في مختلف مجالات الحياة