منبر حر لكل اليمنيين

استبعاد الشباب من المشهد السياسي في اليمن خسارة كبيرة لفرص السلام والاستقرار

د.  محمد عارف

منذ اندلاع الصراع في اليمن، ظلت القرارات السياسية تُدار بعيدًا عن الشباب، رغم أنهم يمثلون الأغلبية السكانية والكتلة الأكثر تأثرًا بالحرب، لذا
فإن استبعاد الشباب بشكل واضح من المشاركة السياسية ليس مجرد إقصاء جيل، بل هو تفويت لفرصة حقيقية نحو السلام المستدام والتغيير الإيجابي.
من هم الشباب في اليمن؟
الشباب اليمني يُشكّل أكثر من 60% من السكان، وهو جيل عانى من تبعات الحروب والانهيار الاقتصادي والتعليم الضعيف، لكنه رغم ذلك أثبت حضوره في ميادين العمل التطوعي، الإعلام، التعليم الذاتي، والمبادرات المجتمعية. لكنه جيل ما زال مهمشًا في المفاوضات السياسية واتخاذ القرار.
ما خطورة استبعاد الشباب من السياسة؟
– ضياع طاقة وطنية هائلة
– حرمان الشباب من المشاركة يعني إهدار طاقاتهم وأفكارهم ومبادراتهم.
– في الوقت الذي يحتاج فيه اليمن إلى العقول المتجددة، يتم الاعتماد على نفس الوجوه القديمة التي ساهمت في تعقيد المشهد.
– غياب العدالة التمثيلية في مؤتمرات السلام والحوارات السياسية، الشباب غير ممثلين بفاعلية، وهذا يخلق فجوة بين ما يقرره السياسيون وما يعيشه الشارع فعليًا.
– إطالة أمد الصراع فالشباب بطبيعتهم أقرب إلى التفكير العملي والحلول السلمية، بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة، كمما أن تغييبهم يُبقي على منطق الحرب والتفاوض المسلح بدل الحوار والتفاهم.
– تعزيز الإحباط والتطرف، عندما يُحرم الشباب من حق المشاركة، يلجأ بعضهم إلى خيارات سلبية مثل الهجرة، أو حتى الانخراط في جماعات مسلحة، كما أن
الشعور بالتهميش يُفقدهم الانتماء والأمل في التغيير.
فوائد إشراك الشباب في عملية السلام:
– ضخ دماء جديدة في العملية السياسية
– الشباب يقدمون رؤى مختلفة، غير تقليدية، وأقرب إلى الواقع.
– هم أكثر استعدادًا للتفاوض والتنازل من أجل مستقبل أفضل.
– بناء سلام طويل الأمد
– إشراكهم يعني أن الجيل القادم سيكون جزءًا من الحل وليس مجرد ضحية.
– السلام الحقيقي لا يبنى بالاتفاقات فقط، بل بإشراك المجتمع كله، خصوصًا شبابه.
تحصين المجتمع ضد الصراعات
– كلما زاد وعي الشباب ومشاركتهم، قل احتمال انجرافهم نحو التطرف.
– المشاركة تخلق لديهم إحساس بالمسؤولية والانتماء.
كيف يمكن إدماج الشباب؟
•تخصيص نسبة تمثيل حقيقية لهم في أي مفاوضات أو لجان سلام.
•دعم برامج تأهيل القيادات الشابة في السياسة وبناء السلام.
•فتح منابر إعلامية ومساحات حوار شبابية مستقلة.
•إشراكهم في صناعة القرار المحلي والمجتمعي وخاصة الكوادر المؤهلة، لا فقط في القضايا الثانوية.
تعليقات