عدن.. وفاة الناشط الجردمي بعد احتجازه لدى قوات الحزام الأمني ومطالبات بالتحقيق

توفي الناشط السياسي الجنوبي أنيس الجردمي يوم الاثنين في أحد مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، عقب أسابيع من احتجازه لدى قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في واقعة أثارت جدلاً واسعاً وسط اتهامات بتعرضه للتعذيب، ومطالبات حقوقية بفتح تحقيق شفاف ومستقل في ملابسات وفاته.

وقالت مصادر طبية لـ “يمن المستقبل” إن الجردمي فارق الحياة بعد أيام من نقله إلى المستشفى في حالة صحية حرجة، في حين كانت التقارير الأولية تشير إلى تدهور مفاجئ في حالته أثناء احتجازه.

وكان الجردمي قد اعتقل مطلع أبريل/نيسان الماضي، بموجب أمر صادر عن نيابة البحث الجنائي، على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اعتُبرت مسيئة لعيدروس الزبيدي ولقيادات في المجلس الانتقالي، بحسب بيان رسمي صادر عن قيادة قوات الحزام الأمني.

وأكد البيان أن الجردمي لم يتعرض لأي معاملة مسيئة أو انتهاكات أثناء احتجازه، مضيفاً أن نقله إلى المستشفى جاء بعد إصابته بعارض صحي مفاجئ دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن طبيعة حالته.

إلا أن مصادر حقوقية محلية قالت لـ لموقع ” يمن المستقبل” إن الجردمي تعرض لتعذيب شديد خلال فترة احتجازه، مشيرة إلى وجود آثار واضحة للعنف الجسدي على جثمانه، مما يرجح بحسب قولها وفاته نتيجة معاملة قاسية وغير إنسانية.

وطالبت منظمات حقوقية محلية ودولية وناشطون السلطات القضائية بفتح تحقيق مستقل وشفاف في ظروف الوفاة، ومحاسبة الجهات المسؤولة في حال ثبوت ارتكاب أي انتهاكات قانونية.

وتأتي هذه الحادثة عقب حوادث مماثلة وثقتها تقارير سابقة، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار حالات الانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز غير الخاضعة لرقابة قضائية مباشرة، ما يسلط الضوء على ملف حقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.