منبر حر لكل اليمنيين

تطورات الحرب الروسية الاوكرانية

أحمد محمد الخالدي

في تطور عسكري غير مسبوق، نفذت أوكرانيا هجوم واسع وصفه كثيرين بأنه الأعنف داخل العمق الروسي، حيث أعلنت كييف اليوم استهدافها لأربع قواعد جوية روسية، بواسطة طائرات مسيرة،
وتفيد معلومات أن الطائرات المسيرة لم تنطلق من أوكرانيا، بل من شاحنات مدنية تم تهريبها إلى داخل روسيا نفسها، وعند ساعة الصفر فتحت أسقف الشاحنات وانطلقت المُسيرات لضرب أهدافها بدقة متناهية.
الهجوم أسفر عن تدمير العديد من الطائرات الروسية منها قاذفات استراتيجية من طراز تو – 95 وتو – 22، وأجهزة إنذار مبكر.
تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القواعد تضم قواعد عسكرية تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية، كما يمثل هذا الهجوم تحولًا صادمًا يُعيد رسم معادلة التفوق العسكري في الحرب الاوكرانية الروسية.
هذا وتم الكشف عن الهجوم في اليوم ذاته الذي أعلن فيه زيلينسكي أن أوكرانيا سترسل وفداً إلى إسطنبول للمشاركة في جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع روسيا غداً الإثنين.
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا تصرفاته بأنها “لعب بالنار”.
وأضاف ترامب في تعليقاته: “ما لا يدركه بوتين هو أنه لولا وجودي، لشهدت روسيا بالفعل أحداثًا سيئة للغاية”، في إشارة إلى سياساته خلال فترة رئاسته.
لاحقاً أوضح البيت الأبيض الأمريكي أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب عن القيادة الروسية بأنها “تلعب بالنار” لم تكن سوى إشارة إلى أهمية الحفاظ على العلاقات الشخصية بينه وبين هذه القيادة.
من جهتها علق المتحدث باسم الكرملين الروسي، دميتري بيسكوف، أن تصريحات ترامب، جاءت بعد قصف الجيش الروسي منشآت صناعية عسكرية أوكرانية، واصفاً إياها بأنها ناتجة عن “الضغط النفسي” الذي يتعرض له جميع الأطراف في المفاوضات. وأكد أن روسيا تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي، وأضاف أن بلاده تراقب عن كثب أي تصريحات يدلي بها ترامب، وتتعامل معها بهدوء.
من جهته رد الرئيس الروسي السابق ميدفيدف في تدوينة له على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقاً)، نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”: “فيما يتعلق بتصريحات ترامب حول “لعب بوتين بالنار” ووقوع أمور سيئة للغاية في روسيا، لا أعرف سوى أمر واحد سيئ للغاية – الحرب العالمية الثالثة.. آمل أن يفهم ترامب هذا”.
فيما يأتي هذا التحول المفاجئ في العلاقات بين إدارة ترامب تجاه روسيا بعد رفض الروس وبشدة فكرة أمريكية، فواشنطن عملت لدفع «تسوية إلزامية» بطريقة ترمب، أي عبر ترتيب لقاء رئاسي أولاً، يجمع بوتين وترامب، ثم بوتين وزيلينسكي وترامب، ربما بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ما يضع إطاراً تفاوضياً إلزامياً يسبق شروط الطرفين.
كذلك قبل انطلاق جولة مفاوضات روسية أوكرانية تحتضنها اسطنبول حيث اكد خارجيتها هاكان فيدان يوم أمس إن موسكو وكييف “تريدان وقف إطلاق نار” ويجب عليهما الآن “التعبير عن مواقفهما التفاوضية”.

تعليقات