اللي يشوفوها ويصوروها على انها حرب بين الشمال والجنوب، هم فقط اللي يعتبروا أي دفاع أو تبرير قانوني وسياسي لها، اساءة جارحة لأهلنا في المحافظات الجنوبية!
وهذا باطل.
فنحن لا نعتبرها كذلك،
ليست حرب شمالية جنوبية، بل هي حرب مؤسفة جرت بين أطراف يمنية مختلطة الانتماءات والجهات والمناطق والأحزاب.
كانت الدولة طرف فيها، والطرف الآخر جماعة منشقة ومنظمة مدعومة من الخارج اعلنت الانفصال، وحضّرت له قبل ذلك.
الصفة القانونية لتلك الحرب من المنظور الدولي:
حرب داخلية في إطار دولة اسمها الجمهورية اليمنية، فلا هي غزو ولا هي احتلال. راجعوا قرارات وبيانات الأمم المتحدة. وراجعوا سجلاتها واخبارها واسماء المشاركين فيها قيادات وافراد.
والصفة القانونية لها من المنظور الدستوري الوطني المحلي:
حرب بين قوات الشرعية وقوات انفصالية متمردة.
وهذه هي الصفة القانونية لحروب الدولة الست ضد التمرد في صعدة.
لو وافق علي عبد الله صالح على التدخل عسكرياً في جنوب اليمن عام 1986م عندما طلب منه علي ناصر محمد التدخل لصالحه،
كان يمكن ان يقال حينها ان تدخله “غزو” و”احتلال”، لان كل دولة في ذلك الحين كانت لا تزال كيان قانوني مستقل بذاته.
رغم ان اي تدخل في دولة أخرى بطلب من رئيس شرعي تم الانقلاب عليه، لن تكون له صفة الغزو والاحتلال، لكن مع ذلك سيتم اعتباره تدخل في دولة اجنبية.
ولهذا رفض صالح الطلب، تجنباً لهذا الحرج القانوني.
أما عام 94 فالوضع مختلف، الدولتان كانت قد اندمجت في دولة واحدة، وشخصية واحدة، وهذا موثق ومعتمد في كل الهيئات والمؤسسات الدولية الأممية.
عدم تدخل الدولة الشرعية المعترف بها لحماية وحدة اراضيها هو الخيانة وليس العكس.
سيكون موقفنا نفسه لو كان مركز الدولة عدن وحصل اعلان الانفصال من صنعاء، وتشكلت ظروف تاريخية مشابهة للظروف التي جرت فيها حرب 94، فلن نقول عن القوات التي تتقدم من عدن نحو صنعاء باسم الوحدة او الشرعية قوات احتلال او غزو.
ليس لنا عداء ضد اي جهة او منطقة.
اذا كان البعض مرضى ومشوهين من الداخل فهذا لا يعني ان جميع الناس مرضى ومشوهين مثلهم.