منبر حر لكل اليمنيين

يوم من الدهر صنعته حكمة الرجال

*عبدالحميد محمد فرحان

لعقود طويلة، توارث اليمانيون الحلم وطريق التضحية والنضال على اختلاف المشارب والمناطق، ما لبثت تلك الجهود والآمال أن تتوجت في الثاني والعشرين من مايو 1990م.

يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعته حكمة الرجال وانتماؤهم الوطني، وبه انتصر الفعل السياسي وإعلاء المصلحة الوطنية، حكمة انتجها الاحتكام لمنطق السياسة والديمقراطية ورأي الشارع.

لقد امتزج حبر قلم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ونائبه الأستاذ علي سالم البيض بدموع اليمنيين وفرحتهم وبألوان تضحياتهم، فكانت وثيقة الوحدة اليمنية، وكان في المشهد نخبة من ألمع وأشجع قيادات البلد التاريخية.

لم تكن الوحدة وثيقة فحسب بل كانت دستورا وتنظيما وبناء مؤسسيا وصناديق انتخاب لإدارة السباقات والخلافات والتطلعات السياسية والاجتماعية، وكانت طريقا وكهرباء وتعليما وصحة ومسارات أخرى من التنمية.

تدور روزنامة الأيام لتقول أن على اليمنيين اليوم أن يخطوا خطى الرجال الخالدين ممن رسموا على جبين الدهر إشراقة مضيئة ومشهدا فارقا، وأنتجوا فعلا فريدا في تاريخ المنطق وذاكرتها المعاصرة.

إن ما أنتجه الصراع العنيف والانتماء لغير المشروع الوطني يؤكد أن لا سبيل لإعادة مجرى الحياة إلى طبيعتها إلا بالاحتكام إلى صوت المنطق والمصلحة الوطنية والخاصة على السواء، فحيثما كان الاستقرار كانت الفرص وكان الخير.

رحمات الله تغشى كل قلب أحب هذه البلد وبذل في سبيلها الروح والغالي، ونسأل الله أن يجمع اليمنيين على طريق الرشد والسداد، وأن يصلح حال أمتنا.

*عضو مجلس النواب.

تعليقات