رحل شيخ الرجال وأشجعهم ناجي جمعان، رجل الموقف والوفاء، خرج من بلاده رافع الرأس، لأنه لم يخن، ولم يجبن، ولم يذل.
برحيل الشيخ ناجي، طويت صفحة من صفحات الرجولة الخالصة والولاء النقي. لقد رحل رجل لم تغره الدنيا، ولم يبدل موقفه، عاش عزيزًا ومات شامخًا، لم يساوم على كرامته، ولم يتنازل عن مبادئه.
حين أعلن الزعيم علي عبدالله صالح ثورته ضد جماعة الحوثي، كان الشيخ ناجي في طليعة من لبّى النداء. لم يتردد، بل قاتل بكل ما يملك، ومعه أبناؤه، دفاعًا عن كرامة وطن، ووفاءً لقائد. قاتل كما يقاتل الشجعان، وقدم التضحيات التي لا يقدمها إلا الرجال الصادقون.
وبعد أن خسر الزعيم معركته وسقط شهيدًا، خرج الشيخ من أرضه لا يحمل سوى فخره، وذاكرة نضاله، وكبرياء الموقف. لم يخن، ولم يجبن، ولم يبع نفسه كما فعل آخرون.
لقد كان الشيخ ناجي جمعان نموذجًا من الرجال الذين يعطون ولا يأخذون، يضحّون ولا يطالبون، ومن أولئك الذين إن رحلوا، تركوا خلفهم سيرةً تبقى في وجدان الأحرار.
إلى جانب رفاقه، أمثال عارف الزوكا، والشيخ الزرقة، وغيرهم من الأوفياء، شكّلوا لوحة مشرّفة في تاريخ التضحية والفداء. رجالٌ آمنوا بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الأرض والعرض والولاء لا تقبل المساومة.
نم قرير العين يا شيخ الطوق. لقد أديت الأمانة، وكتبت اسمك في سجل الشرف بأحرف من نور