منبر حر لكل اليمنيين

جمعة رجب.. بداية العجز السياسي وانتهاج الدموية…

أحمد محمد أحمد الخالدي

أحمد محمد أحمد الخالدي::

تبقى جمعة رجب واحدة من أكثر المحطات دموية في التاريخ السياسي اليمني الحديث، ففي ذلك اليوم المشؤوم اهتزت البلاد على وقعة محاولة اغتيال طالت الرئيس الأسبق الشهيد علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة داخل جامع دار الرئاسة بصنعاء.

تلك الحادثة لم تكن مجرد انفجار استهدف أشخاصاً، بل كانت محاولة لاغتيال الدولة نفسها وإغراق اليمن في فراغ وفوضى مدروسة لا ترحم.

لقد شكلت تلك العملية منعطفاً خطيراً، وبداية دموية انتهجها فرقاء سيطر عليهم الفشل، إذ كشفت حجم الصراع، وعرت النوايا الحقيقية للقوى المتنافسة، وأظهرت إلى أي مدى يمكن أن يصل الصراع السياسي حين يتحول إلى أداة تصفية جسدية بدلاً من أن يبقى في إطار التنافس السياسي.

ومع مرور السنوات، تبقى جمعة رجب ذكرى شاهده على مرحلة دقيقة من تاريخ اليمن، مرحلة اختلط فيها الدم بالصراع، وتبدلت فيها المسارات، وتغيرت معها موازين القوى،
ستظل هذه الذكرى وصمة عار في جبين تلك القوى المأزومة التي لم تجد لشجاعة التنافس في إطارها السياسي سبيلاً، فلجأت إلى العنف والخيانة بدلاً من الاحتكام للحوار وصناديق السياسة، فحملت البلاد أثماناً باهظة لتبدأ بعدها رحلة طويلة نحو المجهول ما تزال تبعاتها ماثلة ليومنا هذا.

نترحم على أرواح من استشهدوا في ذلك اليوم الأليم، ونسأل الله الشفاء العاجل لمن لا يزال يعاني من جراحه حتى اليوم…

تعليقات