منبر حر لكل اليمنيين

شرعية الشعارات وعقدة الانفصال.. هل عميت الأبصار

أسامة فؤاد محمد

أسامه فؤاد محمد::

​وصلت الوقاحة والغباء ببعض المحسوبين على القضية الجنوبية ممن يهرولون خلف سراب الانفصال إلى الوقوف بباب بريطانيا والإمارات استجداءً لتقسيم اليمن وهم يظنون أن الدول تُبنى ببيانات الفنادق وتغريدات الاستعطاف.

إن المضحك المبكي في هذا التخبط هو التناقض الصارخ الذي يعيشه هؤلاء فهم يرفعون شعارات ويطالبون بدعم دول قامت عظمتها وقوتها بالأساس على مبدأ “الاتحاد” فكيف يطلبون من “المملكة المتحدة” التي لولا اتحاد أقاليمها لما كانت إمبراطورية ولا دولة لها وزن أن تدعم تمزيق وطنهم ألم يقرؤوا كلمة “المتحدة” في اسم الدولة التي يستنجدون بها أم أن العمى أصاب عقولهم قبل أبصارهم؟

كذلك الحال مع “الإمارات العربية المتحدة” التي هي النموذج الأبرز والأنجح في العصر الحديث على أن القوة والرفاهية والنهضة لا تأتي إلا بالاجتماع والوحدة تحت راية واحدة فكيف لهؤلاء أن يتجاهلوا هذا النجاح المبهر الذي يلمسونه في دبي وأبوظبي بفضل اتحاد سبع إمارات ثم يطالبون تلك الدول تحديداً بمباركة مشروع تفتيتي وتمزيقي؟

هل وصل الغباء بهؤلاء إلى درجة العجز عن قراءة الواقع وتاريخ الداعمين أنفسهم؟ إنها قمة الهوان والسذاجة السياسية أن تبحث عن الخلاص في الانفصال بينما العالم كله يتكتل ليبقى قوياً والأدهى من ذلك أنك تطلب العون من نماذج اتحادية ناجحة لتهدم بيتك بيدك في تناقض يثبت أن هؤلاء لا يملكون مشروعاً حقيقياً بقدر ما يملكون رغبة في التبعية وارتهان القرار للخارج مقابل وهم السيادة على كانتونات ممزقة لا تملك من أمرها شيئاً.

تعليقات