منبر حر لكل اليمنيين

يا وحدة لن يزال الله ناصرها

شعر/ الشيخ محمد أحمد منصور

يَا وِحدَةً لَن يَزَالَ اللهُ نَاصِرَهَا
يُقِيمُ فِي كُلِّ لَيلٍ حَولَهَا رَصَدًا
وَإِنْ رَأَى حَولَهَا الأَموَاجَ ضَارِبَةً
يَعُد كَفَّا إِلَى إِنقَاذِهَا وَيَدا
قَدِ اتَّحَدنَا وَعَينُ اللهِ حَارِسَةٌ
وَلَنْ يُضِيعَ جُهُودَ الْمُخلِصِينَ سُدًى
ما للصَّديقِ ، رَمَىٰ بِالْحِقدِ وَحدَتَنَا
وَلَو تَمَزَّقَ مِنَّا الشَّملُ مَا حَقَدا؟
قَدِ اتَّحَدنَا وَلِلأَعدَاءِ مُصطَخَبٌ
كَالبَحرِ يَضرِبُ فِي أَموَاجِهِ الزَّبَدا
حَتَّى أَتَينَا بِهَا دَهيَاءَ دَاهِيَةً
فَأَصبَحَ الدَّهرُ مُرتَاعَاً وَمُرتَعِدًا
إِذَا أَرَدنَا صَنَعنَا كُلَّ خَارِقَةٍ
كَالغَابِ يَقذِفُ مِنْ أَدغَالِهِ أَسَدا
قَدِ اتَّحَدنَا وَلَو جِئنَا (أَبَا لَهَبٍ)
بِمَا صَنَعنَا لَمَا استَعلَى وَلَا جَحَدا
قَدِ اتَّحَدنَا وَلَم نُضمِر عَلَى أَحَدٍ
في النَّفسِ شَرَّا وَلَمْ نُذلِلْ بِهَا أَحَدًا
فَقُل لِمَن صَنَعُوا التَّارِيخَ أَنْ يَقِفُوا
صَفًّا وَيَتَّخِذُوا مِنْ شَعبِهِم سَنَدا
إِنَّا نَسَجنَا خُيوطُ الفَجرِ (أَوسِمَةً)
لِصَانِعِيهَا وَمِن شِمسِ الضُّحَىٰ (بُردا)
وَكَم شَكَكنَا النُّجُومَ الزُّهرَ سَاطِعَةً
مِن كُلِّ أُفقٍ أَكَالِيلاً عَلَى الشُّهدا
فَقُل لِمَن نَسَبُوا دَورَ الفَسَادِ لَهَا
دَعُوا الأَباطِيلَ والتَّزييفَ والفَنَدا
إِنْ كَانَ فِي وَحدَةِ الشَّطرَينِ مَفسَدَةٌ
فَأَلفُ أَهلاً وَسَهلاً بِالَّذِي فَسَدا
وَلُّوا الوُجُوهَ وَصَلُّوا شَطرَ وَحدَتِنَا
وَاحمُوا قَدَاسَتهَا دِينَا وَمُعتَقَدا
كَم عَابِدٍ شَبَّ فِي الدُّنيَا حَرَائِقَهُ
يَا لَيتَهُ عَفَّ إِنسَانَاً وَلَا عَبَدا
يُبنَى الإخاءُ عَلَى حُسنِ الْحِوَارِ وَمَا
تَبنَي الضَّغِينَةُ لَا مَجدَاً وَلَا صَيَدَا
إنَّ العُرُوبَةَ قَد ضَمَّتْ أَوَاصِرُهَا
مَنْ كَانَ مُتَّحِدَاً مِنَّا وَمُنفَرِدا
وجُوهُنَا شَطرَ بَيتِ اللهِ وَاحِدَةٌ
وَيَجمَعُ الرَّكنُ مَنْ صَلَّى وَمَنْ سَجَدا
فِيمَ التَّعَالِي وَلَا أَسيَافُنَا حَضَرَت
بَدراً وَلَا شَهِدَت أَرمَاحُنَا «أُحُدَا»
حَسبِي الوَفَاءُ فَإِن يَمدُد إِلَيَّ يَداً
مَدَدتُ قَلبَاً وَكُنتُ الكَفَّ وَالعَضَدا
عُمرُ الخِلافِ قَصِيرٌ فِي دَقَائِقِهِ
بَيْنَ (الأَشِقَاءِ) يَفنَى قَبلَ أَن يَلِدا
تَرَفعُوا فَوقَ آلَامِ الحِرَاحِ فَمَن
عَدَّ الذُّنُوبَ قَضَى أَعمَارَهُ نَكَدا
بورِكتَ يَا يَمَنَ الأَمجَادِ مُنتَصِراً
حَتَّى أَرَاكَ لِيَومِ الْحَشرِ مُتَّحِدا
في تعز في ١٩٩٢/٦/٥

تعليقات