باختصار ومسؤولية .. وللتاريخ!
وحدها الرياض قادرة على إعادة الانتقالي إلى رشده والأمور إلى نِصابها إذا أرادت!
هذه مسؤوليتها بالدرجة الأولى لأنها مَن شرعنَت الانتقالي الانفصالي في مؤتمر واتفاقية الرياض نوفمبر 2019 ودعمَته بالسلاح والمال متكاتفةً مع أبوظبي طوال سنوات حتى أنها مكّنَتْ الزبيدي في الرياض خلال أشهُرٍ طويلة متصلة من استضافته فيها كي يقابل سفراء دول مجلس الأمن والعالم لإقناعهم بمشروعه لتقسيم وتقطيع الجمهورية اليمنية بينما كان هادي منزوياً كئيباً في قصره في الرياض بالكاد يقابل سفيراً واحداً خلال أشهُر!
كل ذلك حفّز الزبيدي إلى زيارة موسكو مراراً وآخرها قبل أسابيع
وبالطبع هو يُستقبَل رسمياً في موسكو باعتباره نائباً لرئيس المجلس الرئاسي وهو المنصب الذي ابتدعته الرياض في يوليو 2022 بعد الانقلاب على هادي!
وتغيّر المشهد اليوم بشكل مخيف وبما يشبه الانقلاب على شرعية الجمهورية اليمنية بعد واقعتين مهمّتَين حدثتا خلال نوفمبر الماضي:
زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن بترليوناتها في 17 نوفمبر
تلتها زيارة الزبيدي زعيم تقسيم اليمن إلى موسكو في 22 نوفمبر
بين الزيارتين 5 أيام فقط وغمزة!
وأظن أن ترمب الترليوني وباقتراح سعودي سرّي ومتواري سيقدّم مبادرة لمجلس الأمن .. مبادرة لنسف اليمن الكبير! وهي تكملة للأحزمة العسكرية الناسفة التي أنشأتها مع أبوظبي في عدن تحت قيادة الزبيدي الانتقالي زعيم تقسيم اليمن الكبير.
وستمتنع موسكو وربما بكين وفرنسا معها عن التصويت حتى يمر القرار الذي يشرعن تقسيم اليمن تماماً مثلما جرى تقسيم فلسطين بقرار أممي قبل 77 عاماً!
وستأكل الرياض الثوم بفم ترمب التاجر غريب الأطوار!
لم تمنع الرياض الانتقالي من اقتحام المكلا وسيئون والمهرة وكانت قادرة على ذلك باتصال تلفوني! لكنها لم تفعل!
لكنها استدعت العليمي إلى الرياض وجمعت له السفراء الضامنون كي يخطب فيهم ويشكر الرياض على جهودها!
والغريب ورغم طول خطبته أنه كرر رفضه التصرف الأحادي مراراً فحسب! بمعنى كان لازم يستأذنوه!
بينما عبّر السفراء بصراحة وقوة عن دعم دوَلهم لوحدة اليمن ووحدة أراضيه!
العليمي في كل بياناته وخطبه منذ سنتين على الأقل لم يعُد يذكر لا وحدة بلاده ولا على سلامة أراضيه!
حتى وقد دهموا المكلا واقتحموا وقتلوا جيشه في سيئون!
حتى وقد خرج من عدن بما يشبه الطرد!
يهرب من الحديث عن وحدة بلاده وخصوصاً عندما يكون في الرياض!
وكأنهم حلّفوه يمين ألاّ يقولها!