محمد الصعر::
ولمحاولة فهم ما يحصل حالياً شرق اليمن وتبعات تحرك الانتقالي صوب حضرموت ،هناك تحركات دولية وموقف حوثي وٱخر سعودي .
الموقف الحوثي : أعلن محمد البخيتي وهو قيادي مسؤول في الجماعة بأن ثمن الحفاظ على الوحدة اليمنية قد يدفع الحوثيين لاستهداف أبوظبي وكذلك الرياض ، وهو موقف مختلف تماماً عما أعلنه القيادي الرزامي قبل أيام مُذكراً الحوثيين بموقف حسين بدر الدين في 1994 حين وقف مع الانفصال .
موقف البخيتي يراه البعض رداً على فقدان الحوثيين مصالح مُتعددة في حضرموت و المهرة وأهم خط تهريب بري إلى البيضاء و الجوف ، بل وشبه حالة الاجماع التي قد توحد القوى في الشمال من مارب إلى الساحل لمواجهة الحوثي واستئناف المعركة .
موقف الأمم المتحدة وعبر مبعوثها كان على خلاف كل المواقف منذ العام 2015 وإلى اليوم فقد خرج جروندبرغ مبعوثها إلى اليمن بتصريح أن البلد في حالة اتجاه صوب الحرب ، ولم يكتف بذلك بل وصفها بالحرب الشاملة .
كل من سبق جروندبرغ لم يستخدموا مصطلح الحرب الشاملة من قبل ، وهذا اللفظ تحذير من عودة قصف الطيران و عودة الحرب في البحر الأحمر وانهيار شبه كامل لدور الأمم المتحدة الذي ينتهي دائماً باتجاه كل الأطراف للقتال نتيجة انهيار كل سبل السلام .
الموقف السعودي وهو الأكثر أهمية ، فقد طالبت المملكة عبر سفارتها رسمياً من رعاياها في اليمن مُغادرة البلاد إلى أي وجهة ٱمنة .
لم تقف المسألة هنا فقط ، فقد شهدت المحافظات اليمنية الشرقية تحليقاً للطيران الحربي السعودي ، وهذه المرة بشكل أكثر وضوحاً من قبل ، في ظل أنباء متفرقة عن صدامات مُتعددة من الانتقالي والقوات الجنوبية مع القوات المدعومة سعودياً “درع الوطن ” .
وبحسب ٱخر الٱنباء .. هناك توجيهات سعودية بإلغاء الرحلات لطيران اليمنية إلى جدة ، ولكن إلى الٱن لا تأكيد من اليمنية حول هذا الأمر ، لكنه مؤشر خطير ونذير تصعيد مقبل.
في المحصلة، تبدو الساحة اليمنية مقبلة على منعطف حاد، حيث تتقاطع التحركات المحلية مع رسائل دولية وإقليمية غير مسبوقة في حدّتها .
ما يجري شرق البلاد ليس حدثاً عابراً، مع غياب أي بوادر لعودة مسار التهدئة، وتزايد التحشيد والاصطفافات، تبدو اليمن أقرب من أي وقت مضى إلى سيناريو الحرب المفتوحة
لذلك، فإن الساعات أو الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط في حضرموت والمهرة، بل في مستقبل المشهد اليمني برمته، وما إذا كان سينزلق نحو مواجهة شاملة أم سيجد طريقاً ضيقاً لالتقاط أنفاسه قبل الانفجار الكبير.