الظاهر ان المجتمع الدولي والإقليمي قد وصل إلى قناعة بأن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً برغم دعمها غير قادرة على تحقيق تقدم حقيقي على الأرض أو التوصل إلى حل سياسي مستدام الانقسامات الداخلية والفساد والاعتماد الكبير على الدعم الخارجي قد أضعف من قدرتها على لعب دور فعال في حل الأزمة.
قد يكون عدم وجود رؤية واضحة أو استراتيجية مقنعة من قبل الحكومة الشرعية لمستقبل اليمن بالإضافة إلى عدم التركيز على الجانب العسكري بشكل فعال وإعطاء الأولوية للمصالحة السياسية مع جماعة عقائدية لا تؤمن بأي تسوية بذريعة حقهم الإلاهي بالحكم قد ساهم في تضاؤل الاهتمام الدولي.
إضافة للصورة النمطية السائدة عن الحكومة الشرعية كطرف ضعيف يعتمد على “الشحت والتسول” قد أثرت سلبًا على نظرة المجتمع الدولي لها مما قلل من حماسه لدعمها أو الضغط من أجل إشراكها في أي حلول.
قد تكون الأزمات الأخرى التي تم التطرق إليها (السودان، سوريا، لبنان) قد اعتبرت أكثر إلحاحًا أو ذات تأثير مباشر على المصالح الأمريكية أو السعودية خلال الفترة الحالية.
وربما تم تجنب التطرق المباشر للأزمة اليمنية في هذا اللقاء تحديدًا لتجنب أي خلافات محتملة بين الجانبين حول الاستراتيجية الأنسب للتعامل معها.
من المرجح أن غياب الأزمة اليمنية عن نقاشات ترامب وبن سلمان كان نتيجة لتضافر هذه العوامل مجتمعة إن فقدان الأمل في الشرعية اليمنية وتحول الأولويات الدولية وتعقيدات المشهد اليمني والحسابات الاستراتيجية كلها ساهمت في تهميش هذا الملف على الرغم من خطورته.