تعبٌ يفوحُ وغربةُ تتضوعُ
وأسىً تَفَتَّتُ مِن لظاهُ الأضلعُ
من أين أبدأ والحكايةُ ضحكةٌ
صفراءُ تخفضُها الهمومُ وترفعُ
دربٌ يسيرُ بنا وينسى أننا
إن مَر طيفُ بلادِنا نتوجعُ
تتفننُ الأيامُ في تمزيقِنا
والموتُ من أحلامِنا لا يقنع
كم غربةٍ في العمر يحتاج الفتى
حتى تُطلِّقَهُ الجهاتُ الأربعُ؟
ومتى يعودُ لعُشِّه طيرُ الرؤى
والبومُ فوق نخيلِنا لا تهجع
سربٌ من الجوعى وألفُ شظيةٍ
باليوم فوقَ صدورِهم تتوزّعُ
ومدىً من الخيباتِ إلا هدهدٌ
يشدو لبلقيسَ التي لا تَسمع
بلقيسُ يا أمي التي مذ شمَّرت
عن ساقِها والصرحُ لا يتورّعُ….
كل النبؤاتِ التي اكتملت بنا
رحلت وحاصرنا الزمانُ البلقع
هلَّا رجعتِ الآنَ ما من قوةٍ
فينا، وصرنا كلَّ يومٍ نُفجعُ
والبأسُ، أعني البؤسَ، صار لباسَنا
وطعامُنا الحُرقُ التي لا تشبعُ
وعيالُ باذانَ استحلوا صبحَنا
والسدُّ بين ضلوعِنا متصدعُ
إن الكلامَ عن الضَياعِ مكيدةٌ
هذا لأنَّا في الحقيقة أضيعُ
ولنا ثمانيةٌ وعرشٌ باعهُ
شعبٌ بغير خرابِه لا يبدعُ
شعبٌ كأن اللهَ شدَّ رحالَه
نحو الشتاتِ وهم إليه أسرعوا
لم يتركوا للقرب بابَ مودةٍ
أو للأُخوّةِ شعرةً لم يقطعوا
من ينقذ اليمنيَّ من آلامه
مرُّ هو التيهِ الذي يتجرعُ
مذ ألفِ عامٍ وهو يمتهنُ البكا
وإذا دعتهُ مسرةٌ يتَمنَّعُ
هو أصلُ هذي الأرض إلا أنه
في الخطوة الأولى الحياةَ يودِّعُ
يعدو إلى الموت اتقاءَ حياتِه
وإذا هفا للنور… خان المطلع
لكنه سيقوم من مأساته
وعلى رفات عداته سيوقع
ويشق نحو الفجر نهر بطولةٍ
إن الجلال لمثله متوقعُ
…
*هذه كانت مشاركتي في حفل افتتاح الملتقى الدولي للمبدعين الشباب بالجزائر.