لم تكن حادثة باص النقل الجماعي في محافظة أبين، التي أودت بحياة أكثر من أربعين شخصًا بين قتيلٍ وجريح، حادثة عابرة أو استثناءً مؤلمًا، بل هي جرس إنذار جديد يكشف حجم الخلل في منظومة السلامة المرورية داخل البلاد.
فغياب الضوابط المنظمة لحركة السير، وضعف إجراءات تأمين وصيانة الطرقات، إضافة إلى القصور الواضح في الفحص الفني للمركبات وادوات السلامة فيها ، تمثل جميعها عوامل متراكمة تُسهم في تكرار المآسي على الطرق.
ويضاف إلى ذلك البعد الأخطر، والمتمثل في السلامة الذهنية والجسدية للسائقين، إذ تشير الشواهد إلى أن تعاطي بعض السائقين للمواد المخدرة أو القيادة في ظروف غير صحية يضاعف احتمالات الكوارث.
إن تكرار مثل هذه الحوادث يستدعي تحركًا وطنيًا جادًا لإعادة بناء منظومة السلامة المرورية، عبر تشديد الرقابة، وتحديث البنية التحتية للطرق، وتفعيل برامج التوعية المجتمعية،
الجرائم والحوادث ليس مجرد أرقام في السجلات ، بل مسؤولية في قراءة المؤشرات ووضع المعالجات ومتابعه الإجراءات التنفيذية التي تستوجب فعلًا عاجلًا قبل أن تتكرر المأساة من جديد.
الرحمة لمن فارق الحياة والشفاء للجرحي
باحث في العلوم الأمنية
الهندسة الامنية