منبر حر لكل اليمنيين

حتى تسعينات القرن المنصرم كانت بلادي على مشارف النهضة

أحمد الشرعبي

حتى تسعينات القرن المنصرم كانت بلادي على مشارف النهضة وتضع اقدامها على عتبات العصر.
اعدت لذلك الوعد عدته من قوافل بشرية راقية، أخذت أسباب التطور من معاقل التعليم بمراحله الأولية الثلاث واوفدت مئات المبرزين من الأوائل على نفقة الدولة ليستكملوا تحصيلهم العلمي الرفيع في مختلف الحقول والمعارف والعلوم.

وفي رحلة العود الى الوطن لجني الثمار وانجاز وعد الدولة وبناء يمن الكفاية والرفاه، حدث مالم يكن في الحسان، أو أنه كان ولم يؤخذ على محمل الجد.. حين لاحت ملامح العاصفة، ونفخت ايران في روح الشيطان، وجاء المال الخليجي المدنس بكل ما فيه من قبح ليغرق البلاد بالمرتهنين الذين نكبوا اليمن باسم التحرير وهم الذين لم يتحرروا بعد من غرف نومهم المستأجرة في مراكز الحضانة الخارجية، تاركين الحبل على الغارب لمغول الإمامة يتحكمون بشؤون واحوال ومصالح اليمنيين في المحافظات الواقعة تحت سيطرت الشعار والصرخة والسعار.

كنا على وعد مع الحياة ونحتاج إلى القليل من الصبر والتحمل والصدق.. فأخذتنا الاحزاب بتحالفاتها المأزومة ومحاصصاتها المبتذلة وتعدد ولاءاتها الخارجية نحو التيه وضاعت جهود وانحرف مسار.

لم يبق شيء تقريبا إلا وناله التدليس والانتقاص بما في ذلك قيم عليا اعتبرناها يوما في طليعة مقدساتنا بعد الله مباشرة. الثورة الوحدة الديمقراطية العدالة التعليم.. كل شيء اهلنا عليه التراب.

واولئك الطلائع من عباقرة اليمن وفيهم الفيلسوف والمفكر والمعلم والمهندس والطبيب وعلماء الاجتماع والاقتصاد والطاقة والتكنلوجيا اين ذهبت بهم العاصفة.

في الصورة اقف وسطًا علي يمين الدكتور محمد شرف عومان استشاري جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري في مكتبه بمركز كولمبايا كيلينك بالقاهرة وعلى اليسار مساعده الدكتور محمد عبدالعظيم العمري وهما من بين نماذج نجاح بتنا نلتمس نفعه في المهاجر وأوطان الغربة وعواصم الشتات، ذهبت لأشكر لهما وزميلهما الثالث _ لم يكن حاضرًا ساعة التقاط الصورة _ لما بذل من جهد خلال العملية المعقدة التي اجريتها وكتب لها النجاح بفضل الله وابداعات هؤلاء الفتية.

امثالهم واقرانهم كثر من علماء ورؤوس اموال يحتلون مواقع منافسة في بلدان سبقتنا إلى التطور والنهوض بمراحل.. أليس في هذا ما يدعو للفخر.. ويحمل على العبوس والتجهم !!..اليست بلاد هؤلاء أحوج ما يكون لدورهم في البناء والتنمية وفي تقديم مساهماتها في مضمار التحديات المعاصرة.
ثم وهو الأهم الم يحن الوقت أمام اشقائنا الكرام من فارس إلى الخليج ليرفعوا أيديهم ويدعوا اليمن وسيادة اليمن لليمنيين.
وكم عملية مخ يحتاجها مجلسنا الرئاسي وهيئاته المستحدثة على حساب المؤسسات الدستورية الشرعية.. عندي بصيص أمل بابن بريك رئيس الوزراء فلربما وفقه الله ليأخذ مبضع الطبيب ويعالج الخلل كما فعل ابن عوفان في قاهرة المعز.

تعليقات