أكتب وأنا أتقلب على جمر الغضب والحسرة وطني الذي كان مهد الحضارات ورمز العزة أصبح اليوم مسرحًا لجريمة مستمرة تُرتكب بحق الإنسانية في كل زاوية من زواياه قصة وجع وألم وفي كل بيت حكاية فقد وحرمان.
وطني، يا قطعة من روحي كيف تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة تتنازعك قوى الشر والطغيان كيف أصبحت أرضك الطاهرة مرتعًا للخارجين عن القانون يعيثون فيها فسادًا وخرابًا؟
أكتب والكلمات تتزاحم في حلقي تختنق بها أنفاسي ما أكاد أفرغ من رثاء ضحية حتى تطل عليّ أخرى أشدّ وجعًا وأعمق أثرًا اغتصاب، قتل، سرقة، نهب، اختطاف، اعتقال، تقييد للحريات… سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات تُرتكب باسم الدين تارة وباسم القانون تارة أخرى ولكنها في الحقيقة لا تمت للدين ولا للقانون بصلة.
أين ذهبت قيمنا وأخلاقنا أين شهامة الرجال ونخوة الأبطال أين صوت الحق الذي كان يصدح في كل مكان؟ هل خرس إلى الأبد أم أنه ينتظر لحظة الانبعاث لحظة الانتفاضة لحظة الخلاص؟
يا وطني، يا جرحًا نازفًا في قلبي أعاهدك أن لا أيأس وأن لا أستسلم سأظل أكتب عنك وأفضح الظلم الذي يقع عليك حتى يعود إليك نورك وتعود إليك عزتك وتعود إليك حريتك سأظل أؤمن بأن الغد سيكون أفضل وأن فجرًا جديدًا سينبلج يضيء سماءك ويمحو آثار الظلام.
أعرف أن الطريق طويل وشاق وأن التحديات كبيرة ولكنني أؤمن بشعبك شعب الجبارين شعب الحضارة شعب العزة والكرامة أؤمن بأن هذا الشعب قادر على أن ينتفض وأن يكسر القيود وأن يحرر وطنه من براثن الظلم والطغيان.
فيا وطني اصبر وصابر وثق بأن النصر حليفنا وأن الغد لنا.