إلى محافظ مأرب، إلى النيابة العامة، إلى قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة،
إلى كل مسؤول لا يزال في قلبه ذرة من ضمير، ومن بقيت في عروقه قطرة دم حرّ لا تباع في سوق التحالفات، هذا نداء دم مظلوم، صرخ من تحت التراب، فأيقظ الحقيقة من سباتها، وفضح ما حاول المجرمون دفنه تحت روايات مختلقة ومسرحيات هزيلة!.
الجريمة:
خالد قحطان قاسم، جندي بسيط، سائق سيارة إسعاف في اللواء 197 بقيادة أحمد عبدالله محسن، ترك منطقته الواقعة تحت سيطرة الحوثي، وذهب إلى الجهة التي يفترض أنها “الشرعية”، ليواجه الانقلاب، لا ليقتل غدرا على يد من كانوا يفترض أنهم رفاق سلاح!.
ذهب خالد لمهمة خارج المدينة، دون سلاح، فقط بزيه العسكري وروحه التي لا تعرف الغدر، تم تكليف شخص يدعى منصور محمد يحيى أحمد علي قحيف من اللواء 101 بقيادة محمد بن راسية (أبو القسام) بمرافقته كـ”دليل” في الطريق. لكنه لم يكن دليلا، بل كان القاتل المأجور، أو هكذا توحي كل الملابسات والوقائع..
وبدل أن يدله على الطريق، دله على الموت، فأطلق النداء الكاذب بأن خالد اختطف أفرادا، ليفتح باب “الروايات”، بينما الحقيقة تقول:
رصاصة غادرة في الساق، آثار خنق وتراب على وجهه، نزيف متواصل دون إسعاف أو تدخل،
وتواطؤ مباشر من قائد موقع القاتل المدعو قيران مطهر صالح حسن علاء قيران الذي زج بخالد في قبضة قاتله!.
أي خيانة هذه؟ وأي انحدار هذا الذي وصل إليه بعض من ينتمون ظاهريا إلى صفوف “الجيش الوطني”؟
رواية التغطية: من الكذب إلى الخيانة
بعد تنفيذ الجريمة، لم يكتفوا بقتل خالد، بل حاولوا تسويق جريمتهم للحوثي!
قالوا أولا: “تعرض لتقطع”، ثم بدلوا أقوالهم: “كان يريد الفرار إلى مناطق الحوثي”، أي عقل يصدق هذا؟ وهل من ترك منطقته الخاضعة للحوثي بمحض إرادته ليقاتل في صفوف الشرعية، سيفر مجددا إلى من فر منهم؟.
الضحك على العقول لا يعيد الحياة، ولن يمحو بصمات الجريمة عن أصابع القتلة!
أين العدالة؟ أين القصاص؟
رسالة إلى من بقيت فيه نخوة:
العدالة لخالد قحطان ليست قضية شخصية، بل قضية شرف جيش، وكرامة مؤسسة، وثقة شعب، إذا ضاعت هذه القضية في أدراج المماطلة، فأنتم من يدفع الجنود دفعا نحو اليأس، وترك السلاح، بل وربما الانجرار إلى من كنتم تقولون إنهم “عدو”، أعيدوا الاعتبار للجيش، لا تتركوا القتلة يعبرون بدم خالد إلى مواقع جديدة، وأهداف جديدة!.
القاتل معروف، ورقمه العسكري معروف، ومن كلفه معروف، وقائد موقعه معروف، وكلهم يجب أن يكونوا رهن الاعتقال الفوري، لا بانتظار “الاستدعاء”؟.
لا تجعلوا الأرض ترفض جثة خالد كما رفضت روايتكم الكاذبة، فالأرض لا تقبل مظلوما حتى يكشف الله له ظالمه..
العدالة لخالد قحطان… الآن، لا غدًا؟.