منبر حر لكل اليمنيين

تعز.. مدينة تُغتال كل يوم! إلى متى الصمت؟

فكري الكمالي

تعز الجريحة، مدينة الثقافة والعلم، تُغتال اليوم برصاص الغدر في وضح النهار. مدينة الجمهورية، التي أنجبت الأحرار وصنعت الوعي، أصبحت ساحة مفتوحة للقتل والاغتيالات والانفلات الأمني دون حساب أو عقاب.
تُسفك الدماء بلا مبرر، وتُزهق الأرواح بلا ذنب، فيما القاتل يتمشى بثيابه العسكرية، مطمئناً، محمياً من ذات الوحدات التي يفترض بها أن تحمي المواطن لا أن تغطي على قاتله!

ألم يحن الوقت لأن نقولها بصوتٍ عالٍ وواضح: حاميها حراميها؟!
نعم، فكل المؤشرات والدلائل باتت تشير إلى أن من يعبث بأمن تعز هم أولئك الذين يفترض بهم أن يكونوا درعها الحامي. كيف يُعقل أن تستمر هذه الجرائم المتكررة دون كشف الجناة أو محاسبتهم؟! أليس في ذلك تواطؤ وصمت مريب؟

إن استمرار هذا الانفلات الأمني والقتل الممنهج يعني شيئاً واحداً: فشل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية في أداء واجبها الوطني والأخلاقي.
وإذا كانت هذه الأجهزة عاجزة عن حماية الناس، فلتتنحَّ غير مأسوفٍ عليها!
وإذا كانت غير قادرة على بسط الأمن، فليتم استبدالها فوراً بوحدات وطنية شريفة قادرة على فرض النظام وردع الفوضى، وحداتٍ لا تعرف الولاء الحزبي أو المذهبي، بل ولاؤها لله ثم للوطن والمواطن.

لقد آن الأوان لتتحرك القيادة العليا، ولتُعاد هيكلة الأمن في تعز بالكامل، وأن تُستقدم قوات مشتركة من مأرب وعدن والساحل الغربي تضم ضباطاً شرفاء وشخصيات وطنية نزيهة تضع أمن المواطن فوق كل اعتبار، بعيداً عن صفقات الأحزاب ومصالح المتنفذين.

تعز اليوم تنزف، وصبرها لم يعد يحتمل مزيداً من المراوغة أو التبرير.
الدماء التي تُسفك كل يوم تصرخ في وجوه الجميع:
إما أن يكون هناك أمن وعدل، أو أن يتغير من عجز عن تحقيقهما.

كفى عبثاً بتعز.
كفى تغاضياً عن المجرمين.
كفى حمايةً للقتلة خلف المتاريس الحزبية.

تعز لن تموت، لكنها ترفض أن تبقى رهينةً بيد من يقتل أبناءها باسم السلطة، أو يحمي القاتل باسم النظام.
آن الأوان لتطهير المؤسسات الأمنية من الفساد والولاءات الضيقة، وإعادة الاعتبار لأمن تعز وهيبتها وكرامتها.

فإما أن تُنقذ تعز الآن…
أو فليُسجل التاريخ أنكم كنتم شركاء في نزيفها!

تعليقات