تعز، المدينة التي كانت تعرف بعاصمة الثقافة اليمنية، تحولت خلال سنوات الحرب إلى ساحة دمار وانقسام وفوضى. كثير من المراقبين يربطون جزءًا كبيرًا من هذا الانهيار بأداء القوى السياسية والعسكرية داخل المدينة، وعلى رأسها حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
أولاً: خلفية عن حزب الإصلاح في تعز
منذ اندلاع الحرب، برز حزب الإصلاح كقوة مؤثرة في المدينة، سواء عبر السيطرة على المؤسسات أو عبر الفصائل المسلحة التابعة له. ورغم أن الحزب رفع شعارات الدفاع عن الشرعية ومواجهة الحوثيين، إلا أن ممارساته على الأرض كشفت عن أولويات أخرى، أهمها تعزيز نفوذه السياسي والعسكري على حساب بقية القوى.
ثانياً: الممارسات التي ساهمت في دمار المدينة
1. احتكار القرار العسكري: ركّز الحزب على السيطرة على المناصب القيادية داخل الجيش والمقاومة، ما أدى إلى تهميش بقية الفصائل وتفتيت الجبهة الداخلية.
2. الصراع مع الحلفاء: بدلاً من بناء تحالفات قوية، دخل الحزب في صراعات داخلية مع القوى السلفية والكتائب المستقلة، ما فتح ثغرات أمنية خطيرة.
3. استغلال الموارد: اتهامات واسعة وموثقة بأن الحزب استغل المساعدات والإمدادات العسكرية لمصالحه، ووجّهها لخدمة أجنحته المسلحة بدلاً من المعركة الوطنية.
4. تسييس المؤسسات المدنية: اختراق المؤسسات التعليمية والإدارية لفرض أجندة فكرية وحزبية، مما أضعف الخدمات العامة وأثار الاحتقان الشعبي.
ثالثاً: النتائج الكارثية على تعز
• استمرار الحصار وتدهور الوضع الإنساني بسبب غياب استراتيجية موحدة لفك الحصار.
• تفشي الفوضى الأمنية وظهور جماعات مسلحة خارج القانون.
• هجرة الكفاءات وتعطيل عجلة التنمية.
الخاتمة
دمار تعز لم يكن فقط نتيجة الحرب، بل أيضاً بسبب الفوضى والصراعات الداخلية التي غذّاها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) داخل المدينة. التاريخ سيسجل أن غياب الرؤية الوطنية الجامعة، وسيطرة المصالح الحزبية الضيقة، كان من أخطر الأسباب التي أطالت معاناة هذه المدينة العريقة.