في الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، تتجدد الآمال ويقوى العزم، ويعلو صوت الحكمة والإرادة الوطنية، مجسدًا اليوم في دعوة القائد أحمد علي عبدالله صالح لإطلاق مشاورات إنقاذ وطني تعيد للمؤتمر الشعبي العام مكانته الرائدة، وتمنح للوطن فرصة جديدة للخروج من دوامة الانقسام والحرب.
إن المشاورات الداخلية للمؤتمر الشعبي العام في الخارج، بقيادة أحمد علي عبدالله صالح، لم تكن مجرد لقاءات حزبية اعتيادية، بل كانت بمثابة إعادة ترتيب للبيت الكبير الذي احتضن كل اليمنيين على اختلاف توجهاتهم. المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الجامع، وهو الخيمة الوطنية التي أثبتت التجارب أنها قادرة على حماية الوطن من مشاريع التفتيت والارتهان.
ولذلك، فإن الاستجابة الواسعة لهذه الدعوة ليست فقط استجابة لقيادة سياسية، بل هي وفاء لتضحيات الشهداء الأوائل في ثورة سبتمبر، وتجديد للعهد بأن اليمن لن يُساق إلى الظلامية أو التبعية مهما تكالبت المشاريع الصغيرة.
إن مشاورات الإنقاذ التي انطلقت بمناسبة هذه الذكرى الخالدة، تمثل فرصة تاريخية لكل القوى الوطنية لإعادة توجيه البوصلة نحو الهدف الجامع: استعادة الدولة اليمنية، وإنهاء عبث الميليشيات الحوثية، وتثبيت الجمهورية كقدر لا رجعة فيه.
لقد آن الأوان أن يدرك الجميع أن إنقاذ اليمن يبدأ من الوحدة الوطنية، ومن التمسك بالمؤتمر الشعبي العام كقوة وسطية، عقلانية، متجذرة في الأرض والإنسان. وإن قيادة أحمد علي عبدالله صالح اليوم هي الامتداد الطبيعي لنهج وطني صلب، يضع مصلحة اليمن فوق كل الحسابات الضيقة.
إننا نؤكد دعمنا الكامل لهذه الجهود، ونرى أن كل صوت يمني حر مطالب اليوم بأن يكون جزءًا من هذا المشروع، فاليمن لا يحتمل مزيدًا من التشرذم. ومثلما كانت ثورة 26 سبتمبر ميلادًا جديدًا لشعبنا، فإن مشاورات الإنقاذ اليوم يجب أن تكون بداية لمرحلة وطنية جديدة تنهي الحرب وتؤسس للسلام والعدل والحرية.