منبر حر لكل اليمنيين

اغتيال افتهان رسالة دموية تستهدف قلب المدينة

عبدالرحيم الفتيح

اغتيال افتهان المشهري ليس أقل من رسالة دموية تستهدف قلب المدينة، وتحاول أن تقول إن تعز أصبحت بلا أمان ولا دولة.

غير أن الأخطر من القتلة أنفسهم هو ما يحاول فعله من يحكمون تعز اليوم. فبدلاً من أن يكونوا الحصن الذي يحمي الناس، صاروا يتركون المدينة تحت رحمة السلاح العشوائي والفوضى، ويصدّرون عنها صورة مشوّهة عمدا، مدينة مغلوبة على أمرها، مدينة عاجزة. كما لو أنهم جزء من مشروع طمس وجه تعز الحقيقي، وجهها المدني المقاوم الذي حمل الجمهورية يوماً وحمى فكرة الحرية.. ألا يبدو هذا واضحا اليوم من سلسلة اغتيالات سابقة لمن شكلوا النواة الأولى للمقاومة في تعز؟!

من قتل افتهان أراد أن يقتل الثقة بالمدينة، وأن يضعف إيمان الناس بجدوى الدولة. لكن الحقيقة أن تعز أكبر من كل هذه المحاولات. هي مدينة عصيّة على الكسر، ولها تاريخ طويل في مواجهة الاستبداد والاحتلال، ولن يفلح أحد في تحويلها إلى كيان ضعيف أو عاجز.

اليوم المطلوب واضح وهو مطلب كل صوت عاقل في تعز وعلى الأجهزة الأمنية واجب التنفيذ أو التنحي:
– كشف القتلة ومن يقف وراءهم.
– إنهاء حالة الإفلات من العقاب.
– ضبط السلاح العشوائي وإعادة الهيبة لمؤسسات الدولة.

من يحكمون تعز عليهم أن يدركوا أن دورهم في تصدير صورة الهزيمة، لن ينجح. أما نحن، فأمامنا مسؤولية أن نرفع الصوت عالياً.. لن نسمح أن تُهان تعز، ولن تمر هذه الجريمة كأنها عابرة.

دم افتهان المشهري صار امتحاناً للمدينة وللدولة، وعلينا أن نثبت أن تعز لا تُختزل في فوضى القتلة ولا في عجز الحاكمين، بل في إرادة أهلها الصلبة وإيمانهم بعدالة قضيتهم…
دم افتهان هو دمنا جميعا.. هو دم تعز.. هو دم الشهداء.. ولا ينبغي أن يشوه به وجه تعز. الفتيح

تعليقات