تمثل القبيلة اليمنية على مر التاريخ عمودًا فقريًا للمجتمع وحاضنة للعادات والأعراف وقوة دافعة في الأحداث السياسية والاجتماعية إلا أن جماعة الحوثي منذ صعودها تنظر إلى القبيلة نظرة ارتياب وحذر فهي ترى فيها ثورة ٢٦ سبتمبر وعائقًا أمام مشروعها السلالي في السيطرة المطلقة.
هذا التخوف يدفع الحوثيين إلى اتباع استراتيجية ممنهجة لإضعاف القبائل وتهميش دورها وذلك عبر عدة وسائل أبرزها استهداف الحوثيون بشكل خاص مشائخ القبائل الذين يمثلون رمزيتها وقيادتها ويتم ذلك عبر الترهيب والاعتقال وقد يصل للتصفية بحجة التخابر مع العدوان وتعيين بدلاء موالين للجماعة وإثارة النعرات بين القبائل بهدف تفكيك وحدتها وإضعاف تماسكها.
كما يمارس الحوثيون ضغوطًا هائلة على القبائل لتجنيد أبنائها في صفوفهم مستغلين الأوضاع الاقتصادية المتردية هذا التجنيد لا يهدف فقط إلى تعزيز قوة ميليشياتهم بل أيضًا إلى تفريغ القبائل من شبابها وتشتيت ولائهم بين القبيلة والجماعة.
بالإضافة لكل ذلك تعمل الجماعة على مصادرة أراضي القبائل ومواردها الطبيعية بذريعة “المجهود الحربي” أو “الاستثمار”، مما يضعف القبائل اقتصاديًا ويجعلها أكثر تبعية للحوثيين.
ونصل لأخطر نهج تتخذه جماعة الحوثي وهوا انها تسعى إلى فرض فكرها الطائفي على المجتمع القبلي وتقويض قيمه وعاداته المتوارثة بهدف خلق جيل جديد يدين بالولاء المطلق للحوثيين.
هذه الممارسات الحوثية تمثل خطرًا حقيقيًا على النسيج الاجتماعي اليمني وتهدد بتقويض دور القبيلة كمؤسسة اجتماعية فاعلة،،بالتالي استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من التفكك والصراعات القبلية ويقوض فرص التخلص من هذه الجماعة الحاقدة على اليمنيين وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
لذلك لابد من التأكيد على أهمية وعي القبائل اليمنية بخطورة المخططات الحوثية وضرورة توحيد الصفوف لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على هويتها وتراثها والمساهمة الفاعلة في بناء يمن موحد ومستقر.