في ظل اشتياق الشعب اليمني للسعادة يطلّ علينا عرس آل عفاش كبارقة أمل، ونسمة وفاء، وقصة تجمع بين عبق الماضي التليد وطموحات المستقبل المشرق لم يكن هذا العرس مجرد مناسبة اجتماعية عابرة، بل كان أشبه بمرآة تعكس جوهر الشعب اليمني الأصيل، وتجسد مزيجًا فريدًا من التواضع والفخامة، والبساطة والعظمة.
لم يقتصر الأمر على المظاهر الخارجية، بل تجسد التراث أيضًا في القيم النبيلة التي تحلى بها آل عفاش خلال العرس فالتواضع الجم الذي أظهروه في استقبال الضيوف، والكرم الحاتمي الذي غمروا به الحاضرين، والحرص الشديد على إحياء العادات والتقاليد الأصيلة، كلها أمور تؤكد أنهم ما زالوا يحملون في قلوبهم حب اليمن، ويقدرون قيمه الأصيلة.
لم تكن الفخامة في عرس آل عفاش مقتصرة على المظاهر الباذخة أو التكاليف الباهظة والتي كانت مقارنة بأعراس اخرى تعتبر عادية بل كانت فخامة من نوع آخر، فخامة نابعة من القلب، ومتجسدة في الروح. فالحضور المهيب لآل عفاش، والابتسامات الصادقة التي ارتسمت على وجوههم، والنظرات المفعمة بالأمل التي أطلقوها نحو المستقبل، كلها أمور أضفت على العرس هالة من الفخامة لا يمكن وصفها بالكلمات.
لقد كان حضور آل عفاش بمثابة رسالة قوية إلى الشعب اليمني، رسالة مفادها أنهم ما زالوا هنا، وأنهم لم ينسوا عهدهم ووعدهم، وأنهم سيظلون أوفياء لتراب هذا الوطن وشعبه هذا الحضور المهيب هو الذي حول العرس إلى مناسبة استثنائية، وجعله محط أنظار الجميع، ومثار حديث القاصي والداني.
لم يكن عرس آل عفاش مجرد مناسبة فرح، بل كان أيضًا مناسبة حنين وشوق فقد رأى الكثير من اليمنيين في هذا العرس فرصة لاستعادة ذكريات الماضي الجميل، واستحضار أيام العزة والكرامة التي عاشوها في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
لقد كان شوق الشعب لآل عفاش وشوقهم لعهدهم واضحًا وجليًا في كل تفاصيل العرس فالعيون التي ترقبت حضورهم، والقلوب التي ابتهجت بوجودهم، والألسنة التي لهجت بالدعاء لهم، كلها أمور تؤكد أنهم ما زالوا يحتلون مكانة خاصة في قلوب اليمنيين.
على الرغم من كل ما قيل وكتب من قلة قليلة من المأزومين عن عرس آل عفاش، إلا أنه في نهاية المطاف يبقى عرسًا يمنيًا جمهوريآ بامتياز فقد حافظ آل عفاش خلاله على العادات والتقاليد الأصيلة، ولم يخرجوا عن المألوف، بل حرصوا على أن يكون العرس معبرًا عن الهوية اليمنية الأصيلة، ويعكس قيم الشعب اليمني النبيلة.
لقد رأينا في هذا العرس كل ما نراه في أعراس اليمنيين الآخرين الفرحة العارمة، والبهجة الصادقة، والتآلف والتكاتف، والكرم والجود. ولكن ما ميز هذا العرس هو تلك الهالة من الفخامة التي أضفاها حضور آل عفاش، وذلك الشوق الجارف الذي عبر عنه الشعب اليمني تجاههم وتجاه عهدهم.