عشتُ أنا والجالية اليمنية في القاهرة أجواء فرائحية على مدى يومين ، بمناسبة أفراح آل الصالح ودويد والقاضي، التي عكست محبة الناس لآل الصالح ومدى قرب هذه العائلة من اليمنيين، الذين بادلوها الوفاء، وحضروا بأعداد فاقت التوقعات لتبادل التهاني والتبريكات مع أسرة الصالح، التي ارتبط اسمها بفترة رخاء واستقرار اليمن الموحَّد.
**
أثبت أبناء وأحفاد الزعيم الصالح، من كبيرهم إلى صغيرهم، أنهم قمة في التواضع والأخلاق؛ فلم يظهر عليهم التذمر من إلحاح اليمنيين الكبير في التقاط الصور التذكارية معهم، بل كرروها مرارا وتكرارا بابتسامة وترحاب، وكان تعاملهم مع الجميع بصدر رحب يعكس امتنانهم للوفود المشاركة في أفراحهم.
**
كان الزعيم –رحمه الله– يقول: “مَن خلَّف ما مات”، وأنعم وأكرم بهم، خيرَ خلفٍ لخير سلف. ونحن اليمنيون اعتدنا القول: “يرحم أبو مَن ربّى”، عندما نجد أبناءً فاضلين يعكسون صنيع والدهم بتربيتهم الحسنة.
حقًا، رحمة الله على الزعيم صالح، الذي ربّى أبناءه على التواضع والقرب من الناس. وفي أحد لقاءاته التلفزيونية قال: “أنا موجود في قلب وفي كل بيت يمني، أنا إنسان بسيط، ما فيش عندي يا صاحب الفخامة والسمو، أنا مواطن عادي”، ومن تواضع لله رفعه.
**
إن محبة الناس لآل الزعيم الصالح، والشعبية الجارفة التي ما تزال تحظى بها هذه العائلة، ليست إلا نتاجًا طبيعيًا لمواقفها الوطنية، ومشاركتها اليمنيين أحزانهم، ودفاعها عن تطلعاتهم طيلة عقدٍ ونصف. فجاء ردّ الجميل من اليمنيين بمشاركتهم أفراح هذه العائلة الوطنية الأصيلة، في رسالة امتنان ومبادلة للوفاء بالوفاء. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ تامر عبد الوهاب