ليست كل الأعراس سواء؛ فهناك أعراس تنتهي بانتهاء ليلتها، وأخرى تتحول إلى حكاية تُروى وتتناقلها الألسن. ليلة زفاف خمسة عرسان من ثلاث أسر – آل صالح، وآل دويد، وآل القاضي – لم تكن مجرد مناسبة، بل حدثًا استثنائيًا جمع بين الفخامة والبساطة، وبين التنظيم المحكم وعاطفة الناس الجارفة، حتى غدت أشبه بمهرجان يمني.
لم تكن ترتيبات العرس مهمة سهلة، بل أقرب إلى المستحيل. فقد استنفرت كل أسرة جهودها لتجعل من هذا اليوم لوحة متكاملة التفاصيل. جاء الضيوف من كل مكان، من دول عربية وأجنبية؛ بعضهم من الشخصيات البارزة، بينما الأغلبية كانوا من عامة الناس الذين تكبدوا عناء السفر للمشاركة. امتلأ المكان بالضيوف حتى لم يتبقَّ للآخرين موطئ قدم.
بدأت تنسيقات العرس منذ وقت مبكر بذلها الجميع، حيث ترك كل منهم بصمته الواضحة في كل جانب من جوانب الإعداد والمتابعة.
جيش من المتطوعين نحو ٣١٠ عضوًا شكّلوا فرق الاستقبال والضيافة والمتابعة، عملوا بروح الفريق الواحد. أما الجانب الأمني، فتولته جهات مختصة.
توزعت الى لجان فرعية وفق خطة هندسية دقيقة، لكل لجنة موقع محدد لا تغادره إلا بوجود بديل. حمل كل فريق شارة بلون خاص، لتغطية مساحة أقل من ملعب كرة قدم بتنظيم يليق بالحاضرين.
تنظيم مثالي وحفاوة بالغة
لم يكن هناك أي قصور في رعاية الضيوف؛ الدخول والخروج كانا بانسيابية تامة، والابتسامة كانت اللغة المشتركة بين الجميع.
أبناء الزعيم… بساطة دون تكلف
حضر جميع أبناء صالح، يتعاملون مع الناس بعفوية، يرحبون، يلتقطون الصور، ويرقصون مع الجميع.
أخ وخال العرسان… السفير أحمد علي يقلب الموازين
بلا إعلان أو موكب، دخل السفير أحمد علي عبدالله صالح بهو الفندق برفقة اثنين أو ثلاثة أشخاص فقط، وبشكل مفاجئ وجد نفسه وسط الحشود مباشرة. تدافع الناس نحوه حتى أُغلق مدخل سلم القاعة الكبرى بالزحام الشديد. تدخلت اللجان وشكّلت طوقًا أول وثانيًا لتنظيم الحركة وحمايته، فسلّم على الحاضرين، لكن بمجرد أن تحرك عاد التدافع، واضطر للمغادرة. عاد وتنقل أكثر من مرة، لكن الحشود كانت أقوى من أي تنظيم.
حب بلا مصالح
كان واضحًا أن حب الناس لعائلة صالح خالٍ من المصالح، على الأقل في الوقت الحالي. شاب حاول معانقة السفير، فتدخلت اللجان، لكنه أوقفهم بابتسامة. آخر صافحه وحاول فتح هاتفه للتصوير، فأُبعد، فقال ببساطة: “جيت من تعز!”، وكان مظهره بسيطًا، فضحك السفير، ومنع إبعاد الناس، مفضلًا أن تبقى الأجواء دافئة وقريبة من الجميع.
ختامًا…
تهانينا للعرسان على فرحتهم، وشكرًا للضيوف على حضورهم، وللجان على تنظيمهم، ولآل صالح وآل دويد وآل القاضي على كرم ضيافتهم وحفاوة استقبالهم.