منبر حر لكل اليمنيين

يا وزير الدفاع… أي دكتوراه تُذكر واليمن تنزف؟

د/ جمال الحميري

يا وزير، كيف لنا أن نصدق أن في هذا الوقت العصيب، وقت الدم والبارود، وقت الخنادق لا القاعات، ووقت تحرير صنعاء لا كتابة البحوث، أنك وجدت متسعاً من الوقت لتتفرغ للبحث الأكاديمي وتنجز درجة الدكتوراه؟ نحن في حالة حرب، في معركة وجود لا ترف علمي، فكيف يمكن لعاقل أن يرى في الدكتوراه اليوم أولوية بينما الوطن مقيد والمليشيا تحكم العاصمة؟

أكبر دكتوراه يمكنك نيلها ليست تلك التي تُمنح على الورق، بل هي تلك التي تُنتزع من ميادين الشرف، من الجبهات، من إدارة معركة التحرير، من استعادة مؤسسات الدولة من قبضة مليشيا الحوثي. أما شهادة القاعات، فاليمن ليست بحاجة إليها الآن.

لو افترضنا أنك نلتها بجهد شخصي، فإننا نسألك: من أين لك الوقت؟ من أين لك العزلة والهدوء للكتابة والبحث، واليمن تئن تحت وطأة الانقلاب والحرب والانهيار؟ أليس الأولى بك، كوزير للدفاع، أن تكون منشغلاً بخطط التحرير، بتسليح الجبهات، بإعادة ترتيب صفوف الجيش، بدلاً من الجلوس خلف مكتبك منشغلاً بكتابة فصول أطروحتك؟

يا وزير، في زمن الحرب، لا تُقاس القيمة بالشهادات، بل بالمواقف. والدكتوراه التي يقبلها الشعب منك هي أن تقود معركة استعادة الدولة، لا أن تحتفل بشهادة لا تشبع جائعاً ولا تحرر أسيراً.

إن الشعب اليمني، في لحظة كهذه، لا ينتظر من قياداته أوسمة ولا ألقاباً أكاديمية، بل ينتظر الانتصار، يريد تحرير صنعاء، يريد مؤسسات الدولة لا شهادات جامعية، يريد الخروج من دوامة الانقلاب والانهيار.

أكبر دكتوراه في هذا التوقيت هي أن تقف أمام الشعب وقفة القائد الذي لا ينام إلا وسلاحه بجانبه، القائد الذي لا يهدأ حتى تعود الدولة إلى حضن الوطن، أما غير ذلك، فلا معنى له في زمن الجراح.

تعليقات