يظل الزعيم علي عبدالله صالح على اختلاف المواقف حوله الشخصية اليمنية الأكثر تأثيرا وحضورا في الذاكرة الوطنية، رجل لم تصنعه السلطة بقدر ما صنع هو معادلاتها، ولم تهبه الأيام مجدا بقدر ما صنع لنفسه مجدا محفورا في جدار التاريخ.
كان بمقدوره كما فعل كثيرون أن يغادر، أن يبحث عن ملجأ آمن بعيدا عن نيران الطغيان، لكنه اختار أن يموت واقفا، في ساحة المواجهة، وأن يختتم مشهد حياته برصاص الغدر لا بختم المنفى لم يهرب، بل واجه. لم يساوم، بل دفع دمه ثمنا لموقف.
وأي محاولة للنيل منه أو اجتزاء شهادات ووقائع لا تنقص من رصيده شيئا، فالتاريخ لا يكتب بانفعالات اللحظة ولا بإملاءات الأحقاد، بل بالدماء التي تروي أرض الموقف، وبالمواقف التي لا تتبدل حين يشتد الخطب.
علي عبدالله صالح لم يكن مجرد رئيس.. كان اليمن بتعقيداتها، بطموحاتها، بتناقضاتها، وكان رمزا لحضور دائم في حياة الناس، يحبه من يحبه، ويخاصمه من يخاصمه، لكنه لا يٌنسى، ولا يٌمحى من الذاكرة الجمعية.
كان عميق الصلة بالناس، ومتشبثا بالوطن حتى الرمق الأخير
سيظل حيا في وجدان الشرفاء، حاضرا في ذاكرة كل من عرفوا معنى السيادة الوطنية، وفهموا قيمة الثبات في زمن الانكسار. سيظل رمزا للرجل.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تعليقات