منبر حر لكل اليمنيين

الفيلم الذي نكأ الجرح

عبدالناصر الشجاع

البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة العربية لم يأتي بجديد لكنه نكأ الجرح أو كمن يضع عليه الملح ليعيد الوجع إلى بدايته، لكننا نشمخ أننا وفي لحظات عصيبة من تاريخ اليمن، وقف الزعيم علي عبدالله صالح وقفة الرجال، ثابتاً في وجه الغدر والخيانة. رغم سنوات من الحكم والحنكة السياسية، اختار أن يموت كما عاش: صلباً لا يساوم، رافضاً الانكسار أمام مشروع طائفي رخيص أراد تمزيق الوطن.

في ديسمبر 2017 وبينما كانت صنعاء تئن تحت سيطرة الحوثيين أعلن الزعيم صالح فك الشراكة معهم ودعا للانتفاضة.
لم يفعل ذلك طلبًا للسلطة، بل دفاعاً عن الجمهورية، عن كرامة اليمنيين، وعن حلم الدولة المدنية التي آمن بها.

واجه صالح الخطر وجهًا لوجه ولم يختبئ خلف جدران أو تحالفات زائفة. كان يعلم أن الخيانة تحيط به من كل جانب، لكن كبرياءه وتاريخه الطويل في مواجهة التحديات جعلاه يتقدم الصفوف، لا يرضى بالهروب ولا يعرف الانحناء.

سقط شهيدًا وفي يده بندقيته يطلق النار يمنة ويسرة، رافعاً رأسه وكما تموت الأحصنة تأبى السقوط إلا بأنفاسها الأخيرة. سقط شهيداً متمسكًا بمبادئه التي عاش عليها حتى النفس الأخير.
لم يهرب ولم يتوسل، بل واجه رصاص الغدر بشجاعة قائد يعرف أن للموت ساعة، وللرجال مواقف.

رحل علي عبدالله صالح، لكنه بقي في ذاكرة اليمنيين رمزاً للدهاء السياسي والشجاعة النادرة. سيذكره التاريخ كقائدٍٍ رفض أن يكون تابعاً لأحد وفضّل أن يموت حراً على أن يعيش ذليلًا.
علي عبدالله صالح زعيم واجه الموت بكرامة الرجال وشموخ الأوفياء لمبادئهم الرافضين الانحناء إلا لمن خلقهم.

*من صفحته في فيس بوك.

تعليقات