في لحظات تاريخية فارقة تتجلى معادن الرجال وقدرتهم على مواجهة التحديات المصيرية لقد كان الرئيس الأسبق الشهيد علي عبد الله صالح رحمه الله شخصية محورية في تاريخ اليمن الحديث وقد أثارت حياته واستشهاده الكثير من الجدل، إلا أن شجاعته في مواجهة الميليشيات الحوثية وتضحيته بحياته في سبيل الوطن تبقى محط تقدير وإجلال.
من الثنية إلى حصن عفاش مسيرة مقاومة
عندما اشتد الخناق على الزعيم صالح في منزله بالثنية لم يستسلم أو يرضخ للأمر الواقع برغم الوساطات التي تدخلت لخروجه سالم هوا ومن معه،،بل اتخذ قرارًا شجاعًا بنقل المعركة إلى معقله في حصن عفاش بقرية بيت الأحمر بعد ان استشهد الكثير من حراس منزله بالثنيه وكانت هذه الخطوة تعبر عن إصراره على المقاومة وعدم الاستسلام للميليشيات التي سعت إلى فرض سيطرتها على البلاد.
كان يدرك الزعيم صالح أن المعركة ليست مجرد صراع على السلطة بل هي صراع من أجل هوية اليمن ومستقبله. كان يرى في الحوثيين تهديدًا وجوديًا للوطن، وسعى بكل ما أوتي من قوة لمواجهتهم ودحرهم.
في طريقه إلى حصن عفاش تعرض موكب الزعيم صالح لكمين غادر على أطراف قرية الجحشي القريبة من الحصن وهذا بعد ان تجاوز ومن معه العديد من كمائن الحوثي ورغم شراسة الهجوم إلا أنه أبدى ثباتًا وشجاعة نادرة لقد قاتل ببسالة حتى الرمق الأخير مسطرًا بدمائه الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء.
استشهاد الزعيم صالح خسارة فادحة لليمن إلا أن تضحيته لم تذهب سدى لقد أيقظت في نفوس الكثير من اليمنيين روح المقاومة والصمود وأكدت لهم أن الحق لا يمكن أن يضيع طالما هناك من يدافع عنه.
سيظل الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح في ذاكرة اليمنيين رمزًا للشجاعة والتضحية. لقد كان قائدًا محنكًا ورجل دولة من الطراز الرفيع، قاد اليمن في أحلك الظروف وواجه التحديات بشجاعة وإصرار.
إن تضحية الزعيم صالح يجب أن تكون مصدر إلهام لجميع اليمنيين لكي يتحدوا ويتكاتفوا من أجل بناء يمن جديد يسوده السلام والعدل والمساواة يمن يتسع لجميع أبنائه ولا مكان فيه للفتنة والتقسيم والجماعات العقائدية.
كما أن شجاعته في مواجهة الميليشيات وتضحيته من أجل الوطن تبقى محط تقدير وإجلال يجب أن نستلهم من حياته وإستشهاده قيم الشجاعة والتضحية والإخلاص للوطن وأن نعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لليمن.