وقفَ الزعيمُ علي عبدالله صالح في وجه العاصفة، كما تقفُ الجبالُ في وجه الرياح، لا تزعزعها الصرخاتُ، ولا تُرهِبها العواصف. وحين تداعت جدرانُ الغدر من حوله، لم يلتفت إلى الوراء، ولم يُساوم على كرامته، بل سار نحو قدره بخطىً ثابتة، وعينٍ شاخصةٍ إلى السماء، كأنه يُناجي التاريخ: اكتبْ عني أنني لم أحني جبهتي لغير الله.
لم يختبئ، ولم يُهادن، ولم يسلك دربَ المذلّة. بل واجهَ الموتَ وجهًا لوجه، كما يليقُ بفارسٍ خَبِرَ الميادين، وذوّق الخصومَ طَعم الصبر والقوة. قاتل حتى آخر نبضة، حاملاً سلاحه، وقلبه مفعمٌ بالإيمان بوطنٍ لم يخنه، وبشعبٍ لم يبع قضيته.
هو لم يمتْ… بل ارتقى إلى مقامٍ لا يبلغه إلا الكبار. رحل الجسد، وبقيت الهيبة. ترجل الفارس، وبقيت بصماته محفورةً في ذاكرة التاريخ.
سلامٌ على من قاتلَ بشرف، وماتَ بكرامة. سلامٌ على من علّم العالم أن الزعماء يُختبَرون في اللحظة الفاصلة، وأنّ البطولة لا تُقاس بطول الحكم، بل بعظمة الموقف ساعة السقوط.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
المقال السابق
المقال التالي
تعليقات