منبر حر لكل اليمنيين

أجندة ومخططات على الأراضي السورية…

أحمد محمد الخالدي

بمنأى عن القانون الدولي الذي دائماً ما يسلط على جزء من العالم فقط.
تمارس اسرائيل تدخلات مباشرة في شؤون الكثير من الدول في المنطقة، ودونما أي رد فعل من الدول والمنظمات الدولية!
اسرائيل ولعشرات السنين ملطخة بانتهاكات الكثير من القيم وعلى رأسها حقوق الإنسان، العجيب انه لم يصدر بحقها قرار أممي واحد ملزم فيما يخص ما تقترفه من خروقات، خصوصاً وأن منطقة الشرق الأوسط وعبر الزمن تشهد تهديدات غير مسبوقة للسلم والأمن من وقت الى آخر من الكيان.
فحينما سعت جنوب أفريقيا لتبني قضية تدين نتنياهو في حروب الابادة التي يشنها ضد غزة وممارساته الاجرامية، قامت الدنيا ولم تقعد في البيت الأبيض، ومورس الاضطهاد والتهديد المعلن ضد رئيس محكمة العدل من قبل الإدارة الأمريكية، كما توعد الرئيس الأمريكي بنفسه بإنقاذ نتنياهو كما طالب بإلغاء محكمة العدل وحلها .

بالأمس وفي سابقة خطيره صرح السفير الامريكي في تركيا توماس باراك من بيروت بقوله بالنص :- “فيما يخص وحدة سوريا، تمتلك اسرائيل مشروع لتقسيم سوريا” .
ندرك جميعاً أن أي مشروع للكيان يأتي بموافقة ودعم من واشنطن، بل أحيانا تترجمه إرادة البيت الأبيض في المنطقة.
برغم ذلك لم تدرك إلى الآن القيادة السورية الحالية خطورة الوضع على أراضيهم، بيد أنه لا يختلف أثنان إنما حدث ويحدث من هجوم اسرائيلي داخل سوريا يعد تدخل سافر في الشؤون الداخلية لسوريا، ولكن لما لم يتم التسريع في معالجة الشأن الداخلي بحوار شامل وبعقلانية؟
خصوصاً وأن ملامح ما سيحدث كانت جلية من السابق، والتواصل الدرزي الإسرائيلي حدث من بعد الاطاحة بالنظام السابق، وذلك لتفويت مخططات تقسيم .
بعيداً عن الرهان على تركيا لإفشال مشروع التقسيم في سوريا، فتركيا لن تجازف وليست مستعدة لدخول في صدام مباشر مع اسرائيل التي دائماً ما تظهر تفوقها الجوي الواضح والمدعوم، غير أنه ما يمكن التفكير به من قبلها أي تركيا هو دخول حرب بالوكالة، ومن الواضح أنها ستكون من خلال الأدوات التركية الموجودة على الأرض السورية و”ندرك حقيقة تلك الادوات”، في مواجهة الأدوات الإسرائيلية والتي من الواضح ان الدروز والعشائر العربية في اسرائيل التي تربطها علاقة متميزة بل وتخدم الجيش الإسرائيلي، وما ستؤول إلية تلك المواجهات.
لذلك حذرت زعمات درزية في لبنان دروز سوريا من الدخول في هكذا مواجهات تجنباً من ان تجد نفسها سوى أداة للحرب بين إسرائيل وتركيا .

ان ما كُشف عنه في اتفاق وقف إطلاق النار في السويدا ومن تقاسم مصالح بين تركيا واسرائيل والتي تدخلت الأخيرة لوقف إطلاق النار، ومن خلال النظر لبنود الاتفاق يتضح ذلك التخادم فمثلاً أحد البنود يحتم إخلاء أهل السويدا من المسلمين السنة للمدينة، وهذا بدوره يعتبر بداية تطهير عرقي وايحاء ببدء تقسيم ديمغرافي لبناء دويلات على أساس عرقي وطائفي، برغم أن تركيا تسعى جهادة لمنع الأكراد من تحقيق حلم مماثل…

تعليقات