كشفت وزارة الصحة اليمنية أن عدد حالات السرطان المسجلة في البلاد خلال العام الماضي بلغ أكثر من 30 ألف حالة، في مؤشر ينذر بتفاقم الوضع الصحي في ظل إمكانات طبية محدودة ومراكز علاج لا تواكب حجم الاحتياج المتزايد.
وبحسب التصريحات الرسمية فإن البنية التحتية الصحية في اليمن تقف عاجزة أمام هذا الرقم المرتفع، حيث لا يتجاوز عدد مراكز العلاج الكيماوي المتوفرة ثمانية مراكز فقط، إضافة إلى مركز إشعاعي واحد، مع غياب كامل لأي مركز متخصص في زراعة النخاع وهي إحدى الركائز الأساسية في علاج أمراض الدم والأورام.
كما يعاني قطاع الطب المتخصص من نقص حاد في الكوادر المؤهلة، إذ يُعد عدد أطباء الأورام المتخصصين في اليمن من الأدنى على مستوى المنطقة، إلى جانب غياب تام للتخصصات الدقيقة التي تشكل جزءاً محورياً من العلاج الحديث لمرضى السرطان.
ودعا مختصون إلى ضرورة إطلاق برنامج وطني عاجل يتضمن خطة طوارئ لتطوير المراكز القائمة، وإنشاء مراكز جديدة لعلاج الأورام، وتوفير الأجهزة الحديثة والأدوية الضرورية، إلى جانب تنسيق فعال بين وزارتي الصحة والتعليم العالي لسد العجز الكبير في الكوادر المتخصصة، من خلال برنامج ابتعاث منظم إلى الدول ذات الريادة في هذا المجال.
وفي سياق إنساني مؤثر وثق أحد النشطاء قصة المحارب الصغير، محمود محمد محمود، الذي غادر اليوم مستشفيات القاهرة بعد أشهر طويلة من العلاج الكيماوي المكثف، وأشار إلى الليالي الصعبة التي رافق فيها محمود خلال رحلة العلاج، داعياً الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل والقوة لتجاوز هذه المحنة.