تختبئ الكلمات خلف الوجع الكبير، وتتمرد الحروف حين يخيم الحزن ويصمت الزمن .. إنه الرحيل المفاجئ والمبكر لأخ وصديق وزميل عزيز قل مثيله في الشجاعة والنبل والوفاء.
رحل الشيخ زيد محمد ابو علي واُدمى برحيله القلب وكسر الظهر.. رحل ورحلت معه قيم نبيلة عرفتها فيه، صاحب مروءة ونخوة وشهامة، ورجل كلمة وموقف..
ألم ما بعده ألم .. ووجع ينسج خيوطه في القلب والروح والذاكرة، فقدنا برحيله كبيرا محترما بيننا، واخا وصديقا لكل من عرفه وتعامل معه..
ربطتني بالشيخ زيد رحمه الله علاقة اخوة وصداقة ومودة، فكان لي نعم الاخ ونعم الصديق والزميل، وكان لاولادي نعم الاب، الذي يرعى ويسأل ولا يقطع التواصل ..
رحم الله زيدا، تزاملت معه في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، فكان الاكثر هدوءا وروية وعقلانية، والاكثر اخلاصا ووفاء للتنظيم، دافع عنه كمؤسسة وطنية جامعة.. همها هم الوطن، وقضيتها قضية شعب، تؤمن بالعدالة والحرية والمساواة، وترفض التعصب بكل اشكاله والوانه.
في مجلس النواب، عرفته رسول مودة ومحبة وسلام، رجل مصالحات وتوازنات من الطراز المتميز، صديقا للكل وودودا مع الكل.
كانت “لجنة الشكاوى”بمجلس النواب، التي ظل رئيسها لفترة طويلة، تكتظ باصحاب المظالم والشكاوى.. كان مع هموم الناس، ومعاناتهم، كثيرون كانوا ينتظرون مجيئه؛ فهو يحمل بيده مفاتيح الحل لكثير من مشاكل المواطنين من أقصى الوطن الى أقصاه..
تراكمت خبرة الرجل في المؤسسة التمثيلية، واصبح عميدا للبرلمانيين اليمنيين بجدارة وكفاءة واقتدار..
منذ نعومة أظافره، ومن حيث كان يقف، ومن كل المواقع التي شغلها، او تواجد فيها، كان بشغف يدافع عن الوطن، وعن قيم الثورة والجمهورية والوحدة..
رحمة الله تغشاك يا شيخ زيد، وخالص العزاء وعظيم المواساة لأولاده وللأخ الشيخ محمد ابو علي وكل الاهل والاخوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
الاسيف/
عبدالوهاب الروحاني