منبر حر لكل اليمنيين

دعم حكومة بن بريك عبر تغيير الوزراء وتنفيذ القرار 2216: خطوة ضرورية لاستعادة الدولة وتحقيق السلام

د. عادل الشجاع

في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه اليمن، يتعين على القوى الوطنية والإقليمية والدولية أن تعيد النظر في سبل دعم الحكومة اليمنية الشرعية، خصوصًا بعد التغيرات الأخيرة بتكليف اللواء أحمد سعيد بن بريك بمهام إدارة المرحلة الانتقالية، يبدو واضحًا أن استمرار الوضع كما هو عليه اليوم لن يؤدي إلا إلى مزيد من التآكل في مؤسسات الدولة، وترسيخ حالة الانقسام، وجعل استعادة الدولة هدفًا بعيد المنال..

الحاجة إلى تغيير شامل في الحكومة

إن تغيير مجمل الوزراء بوجوه جديدة – نزيهة وكفؤة وغير مرتبطة بتجاذبات المحاصصة الحزبية – يمثل ضرورة ملحة لإعادة الثقة بالحكومة ككيان قادر على قيادة مرحلة الاستعادة والتفاوض أو المواجهة من موقع قوة، فقد أثبتت السنوات الماضية أن التركيبة الوزارية الحالية، التي شابها الفساد والضعف والارتهان لمصالح خارجية أو فئوية، لم تتمكن من تقديم أي تقدم يُذكر في مسار استعادة الدولة أو تحسين حياة المواطنين..

تنفيذ القرار 2216: واجب لا خيار

قرار مجلس الأمن الدولي 2216 لا يزال يشكل المرجعية الدولية الوحيدة الواضحة لاستعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي، لكن واقع الأمر أن الحكومات المتعاقبة لم تتعامل مع هذا القرار كأداة تنفيذية جدية، بل استخدمته كشعار سياسي دون خطة حقيقية لتفعيله، لذا ينبغي على الحكومة الجديدة بقيادة بن بريك أن تتعامل مع القرار 2216 كأرضية عمل، وتضع استراتيجية متكاملة لتنفيذه سواء عبر المسار السلمي أو العسكري، مع تفعيل أدوات الضغط الإقليمي والدولي لتنفيذ بنوده، وخاصة ما يتعلق بعودة مؤسسات الدولة التي تبدأ من عدن ..

بيان نقل السلطة وتحقيق السلام: سلماً أو حرباً

بيان نقل السلطة الذي صدر في أبريل 2022، عند تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، كان واضحًا في التأكيد على خيار السلام كأولوية، مع عدم استبعاد الحسم العسكري إذا ما استمر الحوثيون في رفض الحلول السياسية، لقد آن الأوان لتفعيل هذا المبدأ وتحديد جدول زمني واضح لتحقيق اختراق فعلي، سواء بالمفاوضات أو بالردع العسكري..

الخلاصة:

دعم حكومة اللواء بن بريك عبر تشكيل وزاري جديد وتنفيذ القرار 2216 وفق بيان نقل السلطة، هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من الدولة اليمنية، فالاستمرار في سياسة “إدارة الأزمة” بدلاً من “حلها” لن يؤدي إلا إلى مزيد من التآكل والانهيار وعلى القوى الوطنية أن توحد الصفوف، وتضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، فإما سلام عادل أو حرب حاسمة… أما الانتظار فهو طريق اللاعودة..

تعليقات