في أي جيش محترم على وجه الأرض، عندما يفقد قائد عسكري لواءً كاملًا بسلاحه وأفراده للعدو، يُحاكم فورًا لا يُكافأ، لكن في اليمن، يحدث العكس:
رداد الهاشمي، المتهم بتسليم معسكر اللبنات للحوثيين في الجوف، يعين اليوم قائدًا لمحور البقع في صعدة!
هل باتت الخيانة أو الفشل العسكري الفادح مؤهلات للترقية؟، أم أن هناك جهات في الشرعية والتحالف تعمل على طمس الحقائق وإعادة تدوير الفاشلين؟.
لا أحد يطلب معجزة، نطالب فقط بما هو بديهي، فتح تحقيق عسكري رسمي، محاسبة كل من تسبب في سقوط مواقع وقتل مئات الجنود، وقف مهزلة التعيينات المبنية على الولاءات والترضيات..
رداد الهاشمي لم يُحاكم قط، لم تتم تبرئته حتى الآن، لم تُفتح أي لجنة تحقيق في سقوط المعسكر الذي كان تحت قيادته..
السكوت عن خيانة بهذا الحجم خيانة أكبر، وتكريمه اليوم وصمة عار على جبين وزارة الدفاع والتحالف العربي وكل من صمت أو ساهم في ترقيته..
إن أردتم بناء جيش، فابدؤوا من تطهيره من الفاشلين والمتهمين بالتفريط، أما إذا استمر العبث، فاعلموا أن دماء الجنود الذين سقطوا لن تُنسى، وأن هذا الشعب سيسجل كل الأسماء، ويوم يزحف سيل الشعب، فحين ذاك لن تجدوا لكم عاصم يعصمكم من إرادته..