منبر حر لكل اليمنيين

مصر.. الفيتو الأمريكي ما يضمن لإسرائيل عدم المساءلة

* أحمد محمد الخالدي

في كلمةٍ نارية القاها السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم أمس خلال جلسة الجمعية العامة الاستثنائية المعنية بـ”الأعمال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة” والتي تأتي نتيجة عرقلة مشروع قرار إنقاذ المدنيين الأبرياء وإيقاف جرائم الكيان الإسرائيلي البشعة ضد الإنسانية جراء الحرب على غزة وانهاء الحصار الجائر عليها، بعد التصويت عليه من قبل ١٤ عضواً لصالح القرار، أي جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمون من غير أمريكا طبعاً التي عطلت القرار بفعل استخدام حق النقض “الفيتو”.

كلمة جسدت صرخة ضمير عالمي حر ضد الانحياز والتواطؤ المريب والصمت الدولي المخزي عن الجرائم الإسرائيلية، وجهت كرساله واضحة عبّرت عن رفض مصر لاستمرار تعطيل قرارات مجلس الأمن بفعل استخدام حق النقض “الفيتو”، الذي يضمن لدولة الاحتلال علي مدار التاريخ التصرف كيفما تشاء وقتما تشاء وهو ما يهدد الأمن والسلم في المنطقة، ضاربةً عرض الحائط بكل قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.
فإسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل ممنهج في غزة يقف وراءها اليمين الإسرائيلي المتشدد وكبار قادة إسرائيل، وهو ما يستوجب المحاسبة وإنفاذ العدالة.

كما أكد السفير أسامة عبدالخالق أن أعضاء الأسرة الدولية ملزمون باستخدام كافة الوسائل للضغط على إسرائيل لإيقاف العدوان وإنهاء الحصار والتجويع، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، وتنفيذ القرارات الأممية، بما في ذلك إجراءات محكمة العدل الدولية التحفظية.
ويقع على عاتق الجميع كواجب قانوني وأخلاقي لا يمكن التحلل منه، رفض مثل هذا الفيتو ورفض أن يكون غطاء سياسيا أو قانونيا لاستمرار الحرب، كما أن الفيتو لا يسمو على القانون الدولي، بل ولا على الطبيعة البشرية التي ترفض قتل الأطفال والأبرياء، ولا يمكن استخدامه غطاءً للجرائم.

ودعى إلى الضرورة الملحة لإصلاحات شاملة وجذرية لميثاق الأمم المتحدة وتفعيل مجلس الأمن بما يعكس التوازن الدولي الحقيقي، وتصحيح العوار الخاص بمسألة الفيتو، «مرة واحدة وللأبد».
كما ان هنالك وجود إجماع دولي واضح وقاطع على ضرورة وقف الحرب الجائرة فوراً، وإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في غزة، لولا الفيتو الأمريكي الذي أدى إلى فشل المجتمع الدولي في تنفيذ كل ذلك.

فمن حق الشعب الفلسطيني أن يتم الاعتراف بمأساته، والإقرار بالجرائم المرتكبة بحقه منذ عقود طويلة، ومن ثم إخراجه من مهانة الاحتلال إلى كرامة الاستقلال، وعز الحق في تقرير المصير.
الفلسطينيون هم الشعب الوحيد الذي يحيا في ظل جرائم حرب وفظائع غير مسبوقة، تبث على الهواء مباشرة دون أُفق لإنهائها.

وأشار إلى أهمية البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية، ومن بينها مصر، والذي أدان بعبارات واضحة العدوان الإسرائيلي على إيران، وأي ممارسات تمثل خرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول ووحدة أراضيها، وطالب بوقف فوري للأعمال العدائية، ودعا إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وعدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع دعوة جميع دول المنطقة إلى الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتأكيد على أن الأمن الإقليمي لا يتحقق بالقوة، بل بالحوار والاحترام المتبادل.

  • باحث يمني.
تعليقات