منبر حر لكل اليمنيين

الشباب وأهميتهم في بناء اليمن في ظل الحرب والظروف الصعبة

د. محمد عارف

في ظل الحرب التي أنهكت اليمن منذ سنوات، ومع تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يظل الشباب هم النبض الحي والأمل المتجدد في مستقبل أفضل، فالشباب ليسوا فقط عماد المجتمع، بل هم قوته الفاعلة، وعقله المفكر، وأمله في النهوض من تحت الركام.
الشباب: الثروة الحقيقية لليمن
رغم الفقر والدمار، تملك اليمن كنزًا لا يُقدّر بثمن: شبابها. فهم يمثلون النسبة الأكبر من السكان، ويتميزون بالحيوية، والطاقة، والطموح، والقدرة على التكيف والتعلّم. وفي المجتمعات التي تمر بأزمات، يصبح الشباب أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأنهم يمتلكون القدرة على التغيير ويقودون المبادرات المجتمعية ويتحملون مسؤولية البناء والإعمار ويناضلون من أجل العدالة والحرية والسلام.
دور الشباب اليمني في ظل الحرب:
1. التعليم والمعرفة رغم الظروف ورغم الدمار الذي طال المدارس والجامعات، لم يستسلم كثير من الشباب، بل استمروا في التعليم الذاتي، والدورات الإلكترونية، والمبادرات الثقافية. فالمعرفة أصبحت سلاحهم في وجه الجهل والتطرف.
2. العمل المجتمعي والتطوعي، فقد برز دور الشباب بشكل واضح في الإغاثة، مساعدة الفقراء، إصلاح الطرق، وتعليم الأطفال. المبادرات الشبابية كانت ولا تزال سندًا حقيقيًا للمجتمع في غياب الدولة ومؤسساتها.
3. العمل الإعلامي ونقل الحقيقة، الكثير من الشباب اتجهوا إلى الإعلام الحر، سواء عبر الصحافة، أو وسائل التواصل الاجتماعي، لنقل معاناة الشعب، وفضح الانتهاكات، والدعوة إلى السلام.
4. ريادة الأعمال ومشاريع البقاء، بسبب البطالة، لجأ العديد من الشباب إلى إنشاء مشاريع صغيرة، رغم الإمكانيات المحدودة. بعضهم ابتكر حلولًا ذكية للبقاء وكسب العيش، وتحولوا من باحثين عن وظيفة إلى روّاد أعمال.
التحديات التي تواجه الشباب اليمني:
•انعدام الفرص والعمل.
•الهجرة والنزوح الداخلي.
•الضغوط النفسية والاجتماعية.
•تجنيد بعضهم في جبهات القتال تحت ظروف الفقر أو الإكراه.
ورغم ذلك، لا يزال الأمل حاضرًا، والطموح لا يُقهر، والسؤال ما الذي يحتاجه الشباب اليمني اليوم؟
1.دعم تعليمي وتكنولوجي يفتح لهم أبواب العلم والعمل.
2.فرص تدريب وتشغيل تحميهم من الاستغلال والبطالة.
3.بيئة آمنة تضمن حريتهم وكرامتهم.
4.المشاركة السياسية والمجتمعية في اتخاذ القرار ورسم المستقبل.
وختاما فالشباب اليمني هم وقود التغيير وعماد المستقبل، رغم أن الحرب سرقت منهم الكثير، فإنهم لا يزالون يبنون، ويصبرون، ويصنعون الأمل من قلب الألم، وإذا أُتيحت لهم الفرصة، سيكونون أول من ينهض باليمن ويعيد له الحياة والكرامة.
تعليقات